في مشهد امتزج فيه الحنين بالفخر، أسدل محمود عبد الرازق “شيكابالا” الستار رسميًا على رحلته الكروية مع نادي الزمالك، مُعلناً اعتزاله اللعبة التي طالما أضاء فيها بمراوغاته، وألهم أجيالًا بشغفه، وصنع مجدًا ظل محفورًا في ذاكرة جماهير القلعة البيضاء.
النادي العريق ودّع قائده بفيديو مؤثر نشره على صفحاته الرسمية، حمل بين مشاهده لحظات الانتصار، دموع الفرحة، وهتافات الجماهير التي لطالما ردّدت اسمه في المدرجات. وعلّقت الصفحة الرسمية بكلمات تحمل كل ما لا يمكن قوله:
“لكل قصة نهاية.. لكن قصتنا مستمرة للأبد.. شكراً قائدنا.. ملهمنا.. ابن الزمالك البار.. ستظل في قلوبنا يا معشوق الجماهير.. سنفتقد سحرك يا شيكا”.
رحلة عمرها 22 عامًا
منذ أن خطى أولى خطواته بقميص الفريق الأول في عام 2002، كان شيكابالا أكثر من مجرد لاعب، بل كان رمزًا للانتماء، وعنوانًا للوفاء، وصوتًا صادقًا للجماهير التي وجدت فيه تجسيدًا لروح الزمالك.
على مدار 22 عامًا، ارتدى الفهد الأسمر القميص الأبيض في 396 مباراة رسمية، نجح خلالها في تسجيل 70 هدفًا، وصناعة 89 تمريرة حاسمة، ليترك بصمته في كل خط هجومي مرّ من بوابة ميت عقبة.
لكن الأرقام وحدها لا تُعبّر عن تأثيره، فشيكابالا لم يكن مجرد صانع ألعاب؛ بل كان قائدًا ملهمًا، ومحركًا لجيل كامل من اللاعبين، وكلمة السر في العودة إلى منصات التتويج في أصعب الأوقات.
الأكثر تتويجًا في تاريخ القلعة البيضاء
لم تخلُ مسيرته من الذهب، بل كانت شاهدة على 17 بطولة جماعية رفعها بقميص الزمالك، ليصبح رسميًا الأكثر تتويجًا في تاريخ النادي، متفوقًا على كل الأسماء التي ارتدت هذا القميص في تاريخه الممتد لعقود.
من الدوري والكأس، إلى السوبر المحلي والأفريقي، وحتى الكونفدرالية، كان شيكابالا حاضرًا عندما يحتاجه الزمالك، لا يخذله الحسم، ولا يتأخر عن الموعد.
حين يصبح اللاعب قصة.. والوداع أسطورة
شيكابالا لم يعتزل فقط، بل أغلق فصلًا من فصول الأسطورة البيضاء. هو اللاعب الذي لم يغادر يومًا ذاكرة المشجع، حتى في غيابه.. ظل أيقونة، وصورة تُرفع في المدرجات، وصوتًا يهتف به الطفل قبل الكهل.
اليوم، ينحني التاريخ احترامًا لابن ميت عقبة، الذي ظل وفيًا حتى اللحظة الأخيرة. وربما لكل قصة نهاية.. لكن بعض القصص لا تموت.
ظهرت المقالة “أسطورة تتوارى.. لكن السحر لا ينتهي”.. شيكابالا يُعلن نهاية رحلته الكروية بعد 22 عامًا من الولاء أولاً على أحداث العرب.