أثار انتشار خبرٍ على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) حول سحب الجنسية الكويتية من الدبلوماسي الراحل محمد إبراهيم إسماعيل العوضي، والد السفير بدر محمد العوضي سفير الكويت لدى المملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية، موجة واسعة من الجدل والتساؤلات، بعدما تداولته حسابات معارضة على المنصة مدعيةً أنه جزء من حملة حكومية لمراجعة ملفات التجنيس في البلاد. غير أن هذه المزاعم، التي تصدرت النقاشات الإلكترونية خلال ساعات قليلة، لم تحظَ بأي تأكيد رسمي أو تغطية من وسائل إعلام معتمدة، ما جعلها في خانة الأخبار المجهولة المصدر حتى اللحظة.
الشرارة الأولى جاءت من حساب يحمل اسم “@free_Q88”، يوصف بأنه داعم لحقوق الإنسان في الكويت، ونشر ما قال إنه “مرسوم رقم 468 لسنة 2025 بإسقاط الجنسية الكويتية من بعض الأشخاص”، زاعمًا أن اسم محمد إبراهيم العوضي ورد ضمن القائمة، وأن القرار شمل كل من اكتسب الجنسية بالتبعية، بمن فيهم ابنه السفير بدر العوضي. وأرفق الحساب صورتين: الأولى تُظهر ما يشبه وثيقة رسمية غير مختومة، والثانية للسفير في مناسبة دبلوماسية بلندن، في محاولة لإضفاء مصداقية على الخبر.
ولم يأتِ انتشار هذا الادعاء من فراغ؛ فالكويت تشهد منذ مطلع عام 2025 واحدة من أوسع حملات مراجعة ملفات الجنسية في تاريخها، في إطار ما وصفته الحكومة بحملة “كويت نظيفة خالية من الشوائب”، الهادفة إلى تصحيح أوضاع من حصلوا على الجنسية بطرق غير قانونية. وقد شملت القرارات السابقة شخصيات معروفة، أبرزها الداعية نبيل العوضي وآخرون، ما أعاد إلى الواجهة قضية “البدون” والاتهامات بانتهاك حقوق الإنسان في البلاد.
لكن سرعان ما جاء الرد من مصدر رسمي كويتي موثوق؛ إذ نفت صحيفة “الدولية”، المرخصة من وزارة الإعلام، عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس” صحة الأنباء المتداولة جملة وتفصيلًا، مؤكدة أن لا أساس من الصحة لمزاعم إسقاط الجنسية عن السفير بدر محمد العوضي أو والده الراحل، واصفة ما نُشر بأنه “شائعة رقمية مغرضة”. وجاء النفي ليعيد شيئًا من الهدوء إلى المشهد الإلكتروني، ويؤكد أهمية التثبت من المصادر قبل تداول الأخبار، خصوصًا في القضايا الحساسة المتعلقة بالهوية والجنسية.
ويأتي هذا التطور وسط تصاعد الحملات الرقمية التي تستهدف مسؤولين كويتيين، بالتزامن مع إجراءات حكومية صارمة ضد ما يُعرف بـ”تضليل الرأي العام” عبر المنصات الإلكترونية. وبحسب مراقبين، فإن استخدام بعض الحسابات المعارضة لهذه القضية يندرج في سياق محاولات الضغط السياسي على الحكومة، أو التشكيك في نزاهة حملة سحب الجنسيات الجارية.
اللافت في النفي الرسمي أنه أشار إلى السفير بدر العوضي بصفة “السفير السابق”، ما فتح بابًا لتأويلات جديدة حول احتمالية تغييرات دبلوماسية روتينية لا علاقة لها بقضية الجنسية. ومع ذلك، يبقى المؤكد حتى الآن أن لا وثيقة رسمية أو مرسوم كويتي صادر يؤكد صحة ما تم تداوله، ما يجعل القصة أقرب إلى “عاصفة إلكترونية” عابرة في فضاء يزداد امتلاءً بالشائعات مع كل خطوة حكومية مثيرة للجدل.
ظهرت المقالة إسقاط الجنسية الكويتية عن محمد ابراهيم اسماعيل العوضي والد السفير بدر العوضي شائعة لا تصدق أولاً على أحداث العرب.