أطلقت إيران، الاثنين، صواريخ استهدفت قواعد عسكرية أميركية في كل من قطر والعراق، في أول رد مباشر على الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية داخل أراضيها.
وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني بدء عملية أطلق عليها اسم “بشائر الفتح”، استُهدفت خلالها قاعدة العديد الجوية في قطر، وهي أبرز نقطة تمركز للقوات الجوية الأميركية في منطقة غرب آسيا. ورافق الإعلان بث موسيقى عسكرية، وُصف فيها القصف بأنه “رد قوي وناجح” على ما وصفته إيران بـ”عدوان أميركي”.
وبحسب وكالة “تسنيم” الإيرانية، فقد استُخدمت في الهجوم ستة صواريخ باليستية، فيما أكد مسؤول أميركي عدم وقوع خسائر بشرية جراء الضربات. وأظهرت صور ومقاطع متداولة اعتراض الدفاعات الجوية للصواريخ فوق العاصمة القطرية الدوحة ومدينة لوسيل، بينما أفاد شهود بسماع دوي انفجارات في مناطق متفرقة.
في أعقاب الهجوم، أغلقت قطر مجالها الجوي مؤقتاً كإجراء احترازي، مؤكدة عبر وزارة الدفاع اعتراض الهجمات الصاروخية على قاعدة العديد، مع نفي وقوع إصابات، لكنها شددت في بيان رسمي على أن “الدوحة تحتفظ بحقها في الرد”.
من جهته، قال مجلس الأمن القومي الإيراني إن الضربة جاءت باستخدام عدد القنابل ذاته الذي استخدمته واشنطن في قصف المنشآت النووية الإيرانية، مشدداً على أن القاعدة المستهدفة “بعيدة عن المناطق السكنية”، وأن “قصفها لا يشكل تهديداً للدولة الجارة قطر”.
وفي تصريحات لافتة، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن طهران نسّقت مسبقاً الهجوم مع مسؤولين قطريين، في خطوة قالت الصحيفة إنها هدفت لتقليل الأضرار البشرية والمادية.
صواريخ تستهدف قاعدة عين الأسد
في العراق، أكدت مصادر أمنية إطلاق صواريخ باتجاه قاعدة عين الأسد التي تضم قوات أميركية غربي البلاد، فيما أفادت وكالة “رويترز” بتفعيل منظومات الدفاع الجوي داخل القاعدة. وجرى إعلان حالة التأهب القصوى، وسط أوامر مباشرة بالانتقال إلى الملاجئ.
تصعيد إقليمي: البحرين والكويت تغلقان مجالهما الجوي
الرد الإيراني أثار ردود فعل سريعة في منطقة الخليج، حيث أعلنت كل من البحرين والكويت إغلاق مجالهما الجوي تحسباً لتداعيات إضافية. ودوت صفارات الإنذار في المنامة، بينما دعت السلطات المواطنين والمقيمين للاحتماء في أماكن آمنة.
وتستضيف البحرين مقر الأسطول الخامس الأميركي، الذي يشمل نطاق مسؤولياته الخليج والبحر الأحمر وبحر العرب. وفي الوقت نفسه، أكدت مصادر أمنية في سوريا دخول القاعدة الأميركية هناك في حالة تأهب قصوى تحسباً لأي رد إيراني أو هجمات من ميليشيات موالية لطهران.
وفي أول تعليق رسمي عقب الضربات، قالت القوات المسلحة الإيرانية إن “القواعد الأميركية في المنطقة تمثل نقطة ضعف استراتيجية لواشنطن”، متوعدة بأن “أي هجوم على أراضي الجمهورية الإسلامية لن يمر من دون رد تحت أي ظرف”.
الهجوم الإيراني، الذي استهدف أكبر وجود عسكري أميركي في المنطقة، يُعد تصعيداً غير مسبوق، يُنذر بتعقيد أكبر في مسار التوتر القائم بين واشنطن وطهران منذ الضربة الأميركية التي استهدفت المنشآت النووية فجر الأحد.
ظهرت المقالة إيران تقصف قواعد أميركية في قطر والعراق.. وقطر تلوّح بالرد أولاً على أحداث العرب.