أشعلت تصريحات النائب الإيراني السابق مصطفى كواكبيان جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية بطهران، بعد أن تحدث صراحة عن ما وصفه بـ”نموذج اختراق غربي” خطير داخل مؤسسات الدولة، مستشهدًا بالكاتبة والمحللة الفرنسية كاترين شكدم، التي قال إنها أقامت علاقات gنسية مع 120 شخصية مهمة في إيران.
كواكبيان، الذي يتزعم حزب “مردم سالاري” (الديمقراطية الشعبية)، أدلى بهذه التصريحات عبر مقابلة مع قناة “شبكه خبر” الرسمية، متهمًا بعض الجهات بمحاولة تشتيت الانتباه عن صلب ما وصفه بـ”الاختراقات الحقيقية” من خلال التركيز على قضايا ثانوية كوجود اللاجئين الأفغان.
وأشار إلى أن الكاتبة الفرنسية تمكّنت من التغلغل داخل منظومة الإعلام الإيراني وأوساطه الحساسة، مضيفًا: “الاختراق ليس مجرد نقل معلومات، بل الوصول إلى القلب الأمني والثقافي للنظام، تمامًا كما فعلت شكدم”.
كاترين شكدم.. من الداخل الإيراني إلى كشف المهمة في إسرائيل
كاترين شكدم، وهي فرنسية من أصول يهودية تقيم في بريطانيا، كانت قد عملت بشكل مباشر داخل المؤسسات الإعلامية الإيرانية، وكتبت مقالات لوسائل محسوبة على التيار المحافظ، مثل كيهان، تسنيم ومهر. كما شغلت منصب مستشارة إعلامية لبعض الجهات الرسمية، ما أتاح لها الاطلاع على تفاصيل دقيقة من الحياة السياسية والدينية الإيرانية.
لكن الصدمة الكبرى جاءت في عام 2021، عندما نشرت مقالًا في صحيفة تايمز أوف إسرائيل، كشفت فيه أنها يهودية، وأن تواجدها في إيران جاء ضمن “مهمة اختراق ممنهجة”، وفق تعبيرها.
اتهامات صادمة وعواقب محتملة
تصريحات كواكبيان حول العلاقات الgنسية التي جمعت شكدم بنحو 120 شخصية مؤثرة داخل النظام الإيراني، بحسب مزاعمه، أعادت تسليط الضوء على ملفات “الاختراق الإسرائيلي” في الداخل الإيراني، خاصة بعد اغتيال عدد من القادة العسكريين الإيرانيين خلال الهجمات الأخيرة التي نُسبت إلى إسرائيل في 13 يونيو/حزيران الماضي.
وتزامن هذا الجدل مع تصاعد الانتقادات لأداء المؤسسات الأمنية، في ظل توالي العمليات الدقيقة التي استهدفت شخصيات إيرانية رفيعة، وسط تساؤلات متكررة عن الكيفية التي نجحت بها أطراف خارجية في الحصول على معلومات حساسة من داخل البلاد.
رغم عدم صدور تعليق رسمي حتى الآن على ما جاء في تصريحات كواكبيان، إلا أن مراقبين يتوقعون أن يثير هذا الملف موجة جديدة من التحقيقات داخل الأجهزة الأمنية، وربما يفتح الباب لمراجعات داخلية واسعة النطاق بشأن حماية مؤسسات الدولة من الاختراقات الخارجية.
ومن المرجّح أن يزداد الضغط على الأجهزة الأمنية، مع دعوات متصاعدة من بعض السياسيين المحافظين لإجراء تحقيق شفاف في طبيعة العلاقات التي كانت تربط شكدم بمسؤولين كبار، والدور الذي لعبته في تسريب المعلومات الحساسة.
ظهرت المقالة اتهامات مثيرة بالاختراق الجـ ـنسe في إيران تطال الكاتبة الفرنسية كاترين شكدم أولاً على أحداث العرب.