شهدت الأسواق العالمية اليوم حالة من الترقب مع انعقاد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برئاسة جيروم باول، حيث جاءت الأنظار مركزة على ما إذا كان البنك المركزي سيعلن خفضًا جديدًا في سعر الفائدة، في ظل تزايد الضغوط الاقتصادية وعدم وضوح الرؤية بشأن مسار التضخم والنمو خلال الفترة المقبلة.
وخلال الاجتماع الذي عُقد ضمن أعمال لجنة السوق المفتوحة، ناقش الأعضاء التطورات الأخيرة في الاقتصاد الأمريكي، وأبرزها تباطؤ معدلات التضخم تدريجيًا إلى حدود 3% سنويًا، وهو ما أعطى إشارات إلى إمكانية اتخاذ قرار بتقليص سعر الفائدة بنحو 25 نقطة أساس، في خطوة كانت متوقعة من جانب المتعاملين في الأسواق المالية.
كما تناولت المناقشات داخل المجلس مستقبل السياسة النقدية الأمريكية، وملف تقليص الميزانية الضخمة التي يمتلكها الاحتياطي الفيدرالي والمقدرة بنحو 6.6 تريليون دولار، وسط انقسام واضح بين الأعضاء حول مدى الحاجة إلى تسريع وتيرة خفض الفائدة أو التريث لمراقبة أداء سوق العمل خلال الأشهر المقبلة.
ورغم التوقعات القوية بخفض الفائدة، فإن باول لم يقدم إشارات محددة بشأن الاجتماعات القادمة أو حجم التخفيضات المستقبلية، وهو ما زاد من حالة الغموض في الأسواق، خاصة مع استمرار المخاوف من احتمالية عودة التضخم للارتفاع مجددًا إذا تم تخفيف السياسة النقدية بسرعة كبيرة.
ويواجه الاحتياطي الفيدرالي ضغوطًا سياسية متزايدة، بعد أن وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات مباشرة لباول بسبب ما وصفه بالتباطؤ في اتخاذ قرارات أكثر جرأة لدعم الاقتصاد، معتبرًا أن استمرار تشدد السياسة النقدية قد يضر بالنمو وفرص العمل في الولايات المتحدة.
ويرى محللون أن الأسواق العالمية ستتفاعل بقوة مع نتائج هذا الاجتماع، خصوصًا مع ترقب المستثمرين لما سيتضمنه بيان المجلس من مؤشرات حول مسار الفائدة في الأشهر القادمة، إلى جانب المؤتمر الصحفي الذي سيعقده باول لاحقًا لتوضيح تفاصيل المداولات وقرارات اللجنة.
وعلى الصعيد العربي، تترقب البنوك المركزية في المنطقة نتائج هذا الاجتماع عن كثب، لما له من تأثير مباشر على أسعار الصرف، وحركة رؤوس الأموال، وأسعار السلع العالمية، خاصة في الدول المستوردة التي قد تشهد تغييرات في تكلفة التمويل والدين الخارجي استجابة لأي تعديل في السياسة النقدية الأمريكية.
ظهرت المقالة اجتماع جيروم باول اليوم يثير ترقب الأسواق العالمية وسط توقعات بخفض الفائدة الأمريكية أولاً على أحداث العرب.
