شهد سوق مواد البناء في مصر خلال السنوات الأخيرة إقبالاً متزايداً على استخدام مادة الإيبوكسي كبديل حديث للسيراميك والبورسلين، بعدما أثبتت هذه المادة قدرتها على الجمع بين الجماليات العالية والعملية في الاستخدام، فضلاً عن سهولة التنفيذ وخصائصها التي جعلتها خياراً مفضلاً لعدد كبير من العاملين في مجال التشطيبات. الإيبوكسي أصبح اليوم ضمن أكثر المواد طلباً بفضل قدرته على تقديم حلول عصرية تناسب مختلف الأذواق والمساحات، مع توفير إمكانيات غير متاحة في المواد التقليدية.
ما يميز الإيبوكسي أنه لا يحتاج إلى رمل أو أسمنت عند تركيبه، إذ يمكن وضعه مباشرة على الأرضيات الأسمنتية، ما يسهل عملية النقل ويقلل من الوقت والجهد المبذول في التنفيذ. كما يتميز بعدم احتوائه على فواصل كما هو الحال في السيراميك، مما يمنع تراكم الأتربة ويجعل تنظيفه أكثر سهولة. ويؤدي الإيبوكسي دوراً إضافياً كمادة عازلة للمياه والحرارة، إلى جانب مقاومته للخدوش وسهولة إصلاحه عند حدوث أي تلفيات، فضلاً عن توافره بأشكال وألوان متعددة تمنحه طابعاً زخرفياً فريداً.
ورغم هذه المزايا، إلا أن هناك بعض العيوب التي يجب الانتباه إليها، أبرزها ارتفاع التكلفة مقارنة بالسيراميك التقليدي، حيث يصل سعر المتر في بعض الحالات إلى 350 جنيهاً عند تطبيق الطبقة العادية، وقد يتجاوز 650 جنيهاً عند تنفيذ رسومات ثلاثية الأبعاد تتطلب الطباعة على خامات خاصة. كما أن قلة المتخصصين في تركيب الإيبوكسي بالسوق المحلي تؤدي إلى زيادة التكلفة النهائية، لتصل أحياناً إلى 300 جنيه للمتر نتيجة ندرة الخبرات. ومن أبرز التحديات أيضاً صعوبة معالجة العيوب في الأرضية الأصلية قبل الصب، وهو ما قد يتطلب تجهيزاً دقيقاً للأرضية لضمان جودة النتيجة النهائية.
تطبيق الإيبوكسي لا يقتصر على الألوان البسيطة، بل يمتد إلى إمكانية تحويل الأرضيات إلى لوحات فنية باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث يتم وضع صور مطبوعة على فينيل أو ورق قبل صب المادة الشفافة فوقها، لتظهر الأرضية بمظهر زجاجي مبهر يناسب مختلف المساحات، سواء كانت منازل خاصة أو محال تجارية أو صالات عرض. هذه الخاصية جعلت الإيبوكسي خياراً مفضلاً لدى شريحة تبحث عن فرادة التصميم وجماليات غير تقليدية.
أما من الناحية الاقتصادية، فرغم أن السعر يعد مرتفعاً نسبياً للمساحات الكبيرة، إلا أن الكثير من المستخدمين يعتبرونه حلاً عملياً خاصة في الأدوار المرتفعة، إذ يغني عن تكاليف نقل الأسمنت والرمل الثقيلة. كذلك، توفر البساطة في التركيب وصيانة الخدوش سهولة في الاستخدام على المدى الطويل، ما يجعله استثماراً طويل الأمد.
السوق المصري لا يشهد إقبالاً على الإيبوكسي فقط، بل ظهرت أيضاً بدائل أخرى في مواد التشطيب مثل “بلانكو فيل” الذي يستخدم كبديل للمحارة ويوضع مباشرة على الطوب، ويعتبر خياراً أقل تكلفة. هذه البدائل تؤكد الاتجاه المتزايد نحو البحث عن مواد عملية توفر الوقت والجهد وتحقق في الوقت نفسه مظهراً جمالياً عصرياً.
الإيبوكسي إذن ليس مجرد بديل للسيراميك، بل أصبح مادة رائدة تقدم حلولاً مبتكرة في عالم التشطيبات، تجمع بين المتانة والأناقة والتنوع، رغم التحديات المتعلقة بتكلفته وندرة الخبراء المتخصصين في تركيبه. ومع استمرار الإقبال المتزايد، يبدو أن السوق المصري سيشهد مزيداً من التوسع في استخدام هذه المادة خلال الأعوام المقبلة.
ظهرت المقالة الإيبوكسي بديل السيراميك 2025.. مميزات وعيوب وأسعار في السوق المصري أولاً على أحداث العرب.