شهدت مواقع التواصل الاجتماعي العراقية خلال الأيام الماضية حالة واسعة من الجدل، عقب الإعلان عن وفاة الطبيبة الشابة بان زياد طارق، التي رحلت في ظروف غامضة أثارت شكوكًا كبيرة حول حقيقة ما حدث لها، خاصة بعد تداول صور وشهادات تشير إلى وجود آثار تعذيب على جسدها.
الدكتورة بان زياد طارق ويكيبيديا
تنتمي الدكتورة بان زياد طارق إلى محافظة البصرة، وكانت واحدة من الكفاءات الطبية في العراق، حيث تخرجت في كلية الطب بجامعة البصرة، وتخصصت في مجال الطب النفسي، وهو تخصص نادر وحساس في بلد يعاني من تبعات الحروب والأزمات النفسية المتراكمة.
عملت الراحلة في دائرة صحة البصرة، وتحديدًا في مستشفى البصرة التعليمي، وبرزت كوجه معروف في المجتمع الطبي المحلي لما عُرف عنها من التزام وإنسانية في التعامل مع المرضى.
وفاة الدكتورة بان زياد طارق
وفقًا لتقارير أولية صادرة عن الجهات الأمنية في البصرة، فإن الطبيبة بان توفيت نتيجة انتحار داخل منزلها، وذلك بعد مرورها بأزمة نفسية حادة حسب ما أفادت به أسرتها في التحقيقات الأولية.
وأكدت الشرطة أنها عثرت على أداة الجريمة، وتم نقل الجثة إلى دائرة الطب العدلي لتحديد السبب النهائي للوفاة.
ما وراء التقارير الرسمية
رغم إعلان الجهات الرسمية عن فرضية الانتحار، سرعان ما بدأت تظهر تناقضات واضحة أثارت الشكوك لدى الرأي العام.
إذ تداول نشطاء ومقربون من العائلة معلومات تفيد بأن جسد الطبيبة الراحلة كان عليه آثار تعذيب، من بينها:
- كدمات متفرقة على الوجه والعنق
- جروح قطعية عميقة في الذراعين
- علامات ضرب قوية على مناطق مختلفة من الجسد
هذه التفاصيل دفعت الكثيرين للتساؤل: هل هي ضحية عنف منزلي؟ أم أن هناك جريمة وقعت وتم التستر عليها تحت غطاء “الانتحار”؟
مطالبات بتحقيق شفاف
من جهته، طالب الوسط الطبي في البصرة، إلى جانب مواطنين ونشطاء حقوق الإنسان، بفتح تحقيق شامل وشفاف لكشف ملابسات وفاة الطبيبة، وعدم الاكتفاء برواية الانتحار دون تدقيق في الأدلة الميدانية وتقارير الطب الشرعي.
كما نعت نقابة الأطباء في العراق الراحلة، واصفة إياها بأنها “كفاءة وطنية وإنسانية”، مشيرة إلى ضرورة حماية الكوادر الطبية من أي تهديدات مجتمعية قد تمس سلامتهم النفسية أو الجسدية.
الشارع العراقي يترقب الحقيقة
لا تزال حادثة وفاة بان زياد طارق تتفاعل بقوة في الشارع العراقي، وسط انقسام في الآراء بين من يرى أن الضغوط النفسية كانت سببًا كافيًا للانتحار، وبين من يعتقد أن هناك جريمة قتل وراء هذا الحادث، وأن العدالة لم تأخذ مجراها حتى اللحظة.
ويترقب العراقيون ما ستسفر عنه التحقيقات الرسمية، خاصة بعد تعهد الجهات الأمنية بأن نتائج الطب العدلي ستُعلن قريبًا، وقد تكون حاسمة في تحديد مصير واحدة من أكثر القضايا إثارة للرأي العام في الآونة الأخيرة.
ظهرت المقالة الدكتورة بان زياد طارق ويكيبيديا | تفاصيل وفاتها | من هي؟ أولاً على أحداث العرب.
