ضجّت منصات التواصل الاجتماعي مساء الثلاثاء 29 يوليو 2025 بخبر وفاة أحد الأسماء التي ارتبطت لدى كثير من السعوديين بكلمة “الشفاء”، وهو الدكتور زكريا شرف المير، استشاري جراحة العظام الذي ترك أثرًا لا يُمحى في نفوس الآلاف من المرضى، قبل أن يودّعه زملاؤه من الأطباء برسائل حزينة ونعي مؤثر.
ما إن انتشر الخبر حتى تصدر اسم الطبيب الترند على منصة “إكس”، وتحوّلت صفوى والقطيف إلى مدينتين تغلفهما مشاعر الفقد، ليس فقط على رحيل طبيب ماهر، بل على إنسان عُرف بأخلاقه وعطائه وتواضعه في المهنة.
الدكتور زكريا شرف المير ويكيبيديا
في بدايات الألفينات، لم يكن كثيرون يعرفون اسم الدكتور زكريا شرف، لكنه بدأ رحلته من داخل مستشفى الدمام المركزي كاختصاصي جراحة عظام عام 2001، ثم خطى خطوات سريعة نحو القمة بفضل مثابرته وكفاءته، حتى أصبح في عام 2004 استشاريًا معتمدًا، وهو المنصب الذي كان من الصعب الوصول إليه في تلك الفترة دون تميز حقيقي.
وعلى مدار أكثر من عقد ونصف، خدم الراحل في مجمع الدمام الطبي – المعروف سابقًا بمستشفى الدمام المركزي – حيث ساهم في تطوير قسم جراحة العظام، وواجه الكثير من التحديات المهنية، لكنه ترك وراءه إرثًا من قصص الشفاء التي رواها مرضاه لاحقًا بكل فخر.

مسيرته المهنية
مارس الطب في كبرى المستشفيات السعودية، ومن بينها مستشفى المانع، وأثبت مهاراته الاستثنائية في التعامل مع إصابات الأطفال، وكسور الحوض والفخذ، وحالات التشوهات العظمية الدقيقة.
كما حرص طوال سنواته المهنية على تدريب الأطباء الجدد، وكان له دور كبير في نقل المعرفة للأجيال القادمة من الممارسين الصحيين.
ولم يكتفِ بممارسة الطب داخل الجدران البيضاء، بل شارك في حملات توعوية تثقيفية لسكان مدن المنطقة الشرقية، خاصة في صفوى والقطيف، لتعليمهم طرق الوقاية من أمراض وإصابات العظام.
سبب وفاة الدكتور زكريا شرف المير
حتى الآن، لم تُعلَن أي تفاصيل رسمية بخصوص السبب الذي أدى إلى وفاة الدكتور زكريا شرف المير، واكتفى المقربون منه بنعيه والترحم عليه، ما زاد من صدمة المتابعين، خاصة وأنه لم تُذكر أي معاناة صحية سابقة في الآونة الأخيرة.

وداع يليق برجل قدّم عمره للطب
ما ميّز وداع الناس للدكتور زكريا لم يكن فقط عبارات النعي، بل كمية الحكايات التي رواها مرضاه عنه.
فالكثير منهم اعتبروا أنه كان بمثابة “طوق نجاة” في لحظات ضعفهم، وأنه كان يحرص على الاطمئنان عليهم حتى بعد العلاج، وهو أمر قلّما نجده اليوم.
القطيف وصفوى اليوم يودّعان أحد أبنائهما المخلصين، بينما يترك الراحل خلفه فراغًا لا يُملأ، وسيرة طيبة ستبقى تتردد على ألسنة من عرفوه وعالجهم ودربهم.
ظهرت المقالة الدكتور زكريا شرف المير ويكيبيديا | من هو؟ أولاً على أحداث العرب.