الذهب العالمي يُحلق بدون تصحيحات وسط حيرة المضاربين – Bundlezy

الذهب العالمي يُحلق بدون تصحيحات وسط حيرة المضاربين

شهدت أسعار الذهب العالمية قفزة غير مسبوقة خلال الأيام الماضية، لتواصل التحليق نحو مستويات تاريخية دون أن تظهر أي مؤشرات على تصحيح سعري قريب، في مشهد يعكس حالة من التفاؤل المفرط داخل الأسواق العالمية تجاه المعدن الأصفر، وسط استمرار الضبابية الاقتصادية على المستوى الدولي.

صعود قياسي غير مسبوق

ارتفعت أسعار الذهب عالميًا لتتجاوز مستوى 4200 دولار للأونصة، وهو رقم قياسي جديد يعكس حجم الإقبال الكبير على المعدن النفيس باعتباره الملاذ الآمن المفضل للمستثمرين.

ويأتي هذا الصعود مدفوعًا بعدة عوامل، أبرزها التوترات الجيوسياسية المتزايدة، وتوقعات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إضافة إلى ضعف الدولار وتزايد مشتريات البنوك المركزية حول العالم.

دوافع استمرار الصعود

تُجمع التحليلات الاقتصادية على أن أحد الأسباب الرئيسية وراء استمرار موجة الارتفاع الحالية هو رهان المستثمرين على تخفيض الفائدة الأمريكية خلال الأشهر المقبلة، وهو ما يقلل من تكلفة الاحتفاظ بالذهب ويزيد جاذبيته مقارنة بالأصول الأخرى ذات العائد.

كما أن حالة التوتر الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب الاضطرابات في بعض الأسواق الناشئة، ساهمت في تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين.

من جهة أخرى، تستمر البنوك المركزية في زيادة احتياطياتها من الذهب، في محاولة لتنويع مصادر الأمان المالي بعيدًا عن العملات التقليدية مثل الدولار واليورو، وهو ما عزز الطلب بشكل ملحوظ خلال النصف الثاني من العام الجاري.

ضعف الدولار يدعم الأسعار

تراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته منذ عدة أشهر، الأمر الذي جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى، حيث يؤدي انخفاض قيمة الدولار إلى رفع الأسعار المقومة به تلقائيًا.

هذا العامل، إلى جانب التوقعات بخفض الفائدة، يشكلان معًا الأساس القوي الذي يدفع الذهب للاستمرار في اتجاهه الصاعد حتى الآن.

تحذيرات من احتمالية تصحيح

رغم هذا الأداء المذهل، يرى محللون أن الذهب في منطقة “تشبع شرائي”، ما يعني أن الأسعار قد تكون في حاجة إلى تصحيح مؤقت خلال الفترة المقبلة إذا ما شهدت الأسواق أي تغيرات مفاجئة.

ففي حال ارتفاع الدولار مجددًا، أو تأجيل الفيدرالي الأمريكي خفض الفائدة، قد يتعرض الذهب لموجة تراجع قصيرة الأجل. كما أن أي انفراج سياسي أو تجاري عالمي يمكن أن يقلل من الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

آفاق المستقبل

حتى الآن، لا تزال الرؤية تميل إلى أن الذهب سيظل قويًا على المدى المتوسط، خاصة مع استمرار حالة عدم الاستقرار في الأسواق العالمية، وتنامي المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي.

ويبدو أن المعدن النفيس يواصل تحليقه وحيدًا في سماء الأسواق العالمية، دون أن يلتفت إلى أي إشارات تصحيح، ليبقى السؤال الأبرز: إلى أي مدى يمكن أن يستمر هذا الصعود قبل أن يتنفس الذهب قليلًا؟

التدوينة الذهب العالمي يُحلق بدون تصحيحات وسط حيرة المضاربين ظهرت أولاً على المقال نيوز.

About admin