كشف عبد الله حمّاد، الرئيس التنفيذي لأكاديمية “مهد” السعودية، عن كواليس مثيرة تتعلق بعرضٍ قدّمته إدارة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي للعب في الدوري السعودي، عرضٌ وصفه بأنه “غير تقليدي” لكنه قوبل بالرفض من أعلى المستويات الرياضية في المملكة.
وخلال حديثه لبرنامج إذاعي عبر راديو ثمانية السعودي، أوضح حمّاد أن التواصل مع ممثلي ميسي تم خلال كأس العالم للأندية الصيف الماضي، حيث أبدى الفريق المقرّب من اللاعب رغبةً في انتقاله إلى أحد أندية الدوري السعودي لمدة أربعة أشهر فقط، مستغلًا فترة التوقف في الدوري الأمريكي استعدادًا لكأس العالم 2026.
وقال حمّاد إن الفكرة كانت شبيهة بتجربة النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام عندما لعب مع ميلان الإيطالي لفترة قصيرة أثناء تمثيله نادي لوس أنجلوس جالاكسي الأمريكي.
وأضاف: “طرحت الموضوع على طاولة الوزير، لكنه رفض بشكل قاطع فكرة استقدام ميسي لأربعة أشهر. قالها بوضوح: الدوري السعودي لن يكون محطة إعداد لأي لاعب مهما كان اسمه.”
وردًا على سؤال مباشر حول مدى صحة رفض المملكة لعرض ميسي، أكد حمّاد بلهجة حاسمة: “نعم، هذا صحيح.”
وعن الأسباب التي دفعت ميسي للابتعاد عن الدوري السعودي رغم العروض الضخمة، أوضح حمّاد أن اللاعب كان يفضّل إنهاء مسيرته في برشلونة، النادي الذي صنع معه مجده الكروي، كما أنه رغب في اللعب إلى جانب أصدقائه المقربين، وهو ما تحقق له بعد انتقاله إلى إنتر ميامي الأمريكي عام 2023، عقب ختام تجربته القصيرة مع باريس سان جيرمان.
وفي سياق آخر، استعاد حمّاد تفاصيل التفاوض مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، مشيرًا إلى أن أول تواصل رسمي معه جرى خلال افتتاح كأس العالم في الدوحة عام 2022.
وقال: “كنت على متن الطائرة مع الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل (وزير الرياضة)، وأبلغته أن الصفقة شبه مؤكدة بنسبة 99%. فقال لي: أريدها أن تكون 100%.”
وبعد سلسلة من الاجتماعات والمفاوضات الدقيقة، أُعلن رسميًا عن انضمام رونالدو إلى صفوف النصر السعودي مطلع عام 2023، في صفقة وُصفت بأنها نقطة تحول في تاريخ الدوري السعودي، إذ جعلت من النجم البرتغالي الرياضي الأعلى دخلًا في العالم لعام 2023 بإجمالي 136 مليون دولار، متفوقًا على ميسي ومبابي، وفق تصنيف مجلة فوربس العالمية.
يرى محللون أن رفض السعودية لعرض ميسي المؤقت لم يكن مجرّد قرار إداري، بل يعكس توجهًا استراتيجيًا جديدًا في إدارة كرة القدم داخل المملكة، يقوم على بناء مشروع دوري تنافسي مستدام، لا يعتمد على الصفقات الموسمية أو النجوم العابرين.
فالهدف اليوم، بحسب المراقبين، هو تأسيس منظومة احترافية متكاملة تمتد لسنوات، قادرة على صناعة لاعبين محليين، وجذب المواهب العالمية بشكل دائم، لا لمجرد الظهور الإعلامي المؤقت.
وتأتي هذه السياسة في إطار رؤية رياضية طموحة تتقاطع مع استعداد المملكة لاستضافة كأس العالم 2034، وهو حدث يرى كثيرون أنه سيكون تتويجًا لمشروع كرة القدم السعودي الجديد، الذي انتقل من مرحلة الاستقطاب إلى مرحلة التمكين وبناء هوية كروية مستقلة.
التدوينة السعودية ترفض عرض ميسي المؤقت… وتُصرّ على بناء دوري للمستقبل لا للمواسم ظهرت أولاً على المقال نيوز.
