في خطوة دبلوماسية لافتة تعكس تصاعد الدعم الدولي لحل الدولتين، أعلن الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، أن عدداً من الدول باتت مستعدة للاعتراف بدولة فلسطين، مؤكداً أن إقامة كيان فلسطيني مستقل هو حق أصيل ومشروع للشعب الفلسطيني.
جاءت تصريحات الوزير السعودي خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده في نيويورك إلى جانب نظيره الفرنسي جان نويل بارو، عقب ختام اليوم الأول من أعمال المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية، والذي يُعقد برئاسة مشتركة سعودية – فرنسية تحت مظلة الأمم المتحدة.
وأشار الأمير فيصل إلى أن المؤتمر يعكس إجماعاً دولياً واسع النطاق على أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يمر عبر تنفيذ حقيقي لحل الدولتين، مستنداً إلى قرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، ومبدأ الأرض مقابل السلام.
وأكد أن الرياض وباريس عازمتان على ترجمة هذا التوافق إلى خطوات ملموسة، تبدأ بالتحرك نحو تحقيق الاعتراف الدولي الواسع بالدولة الفلسطينية، وتمر عبر مسارات دبلوماسية تهدف إلى إحياء المفاوضات المتوقفة، وتثبيت وقف إطلاق النار، ورفض محاولات فصل غزة أو عزلها عن السياق الفلسطيني العام.
ووفقاً لتصريحات مصدر رسمي فلسطيني لموقع “العربية.نت”، فإن نتائج اليوم الأول من المؤتمر تضمنت الاتفاق على تشكيل بعثة دولية مؤقتة تحت إشراف الأمم المتحدة، وبمشاركة قوى إقليمية، مهمتها العمل على تحقيق الاستقرار على الأرض، ومجابهة السياسات الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويُنتظر أن تُستكمل غداً الثلاثاء جلسات المؤتمر في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يُناقش المشاركون آليات تفعيل مخرجات اليوم الأول، خصوصاً في ما يتعلق بإجراءات الاعتراف الدولي المتدرج بالدولة الفلسطينية، وضمانات عدم تكرار العدوان الإسرائيلي، إلى جانب خطط الدعم الإنساني والاقتصادي لغزة والضفة.
في مداخلته، شدد الأمير فيصل بن فرحان على أن السلام الإقليمي الشامل لا يمكن تحقيقه دون سلام عادل في فلسطين، مكرراً دعم بلاده الكامل للجهود المصرية والقطرية والأميركية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار، ومنع عودة الاحتلال أو الحصار إلى غزة.
كما شدد على رفض السعودية القاطع لمحاولات فرض واقع سياسي جديد بالقوة في الأراضي الفلسطينية، مؤكداً على وحدة التراب الفلسطيني وضرورة إنهاء الاحتلال بكل أشكاله.
ظهرت المقالة السعودية وفرنسا تقودان مؤتمراً دولياً لتجسيد الدولة الفلسطينية: بعثة دولية مؤقتة واستنفار دبلوماسي لإنهاء الاحتلال أولاً على أحداث العرب.