شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب وخارجه حالة من الجدل الواسع خلال الأيام الماضية، بعدما ظهرت الطفلة المغربية “غيثة” في مقطع فيديو نشره والدها على يوتيوب، يتضمن مشاهد اعتبرها كثيرون صادمة وتفتقر لأبسط قواعد احترام خصوصية الطفل وحقوقه.
قصة حادث الطفلة غيثة المغربية
في بداية الفيديو الذي انتشر بسرعة كبيرة، ظهر الأب وهو يسلم ابنته “غيثة” مفتاح شقة دوبلكس جديدة، قائلاً: “ما يورث فيا لا خويا، لا أختي، لا والو.. أنا وهذه اللي ضربنا عليها الكعطة”.
العبارة التي أطلقها الأب خلّفت استياءً واسعًا، حيث رأى نشطاء أن الطفلـة استُخدمت كأداة لتصوير إنجاز شخصي وجعله يبدو وكأنه إنجاز عائلي باسم الطفلة، وهو ما فتح باب الانتقادات.

اتهامات باستغلال الطفلة لأغراض تجارية وإعلانات ممولة
لم يتوقف الجدل عند المشهد الأول، بل تعداه إلى ظهور الطفلة بشكل متكرر في فيديوهات أخرى، بعضها يتضمن مشاهد من داخل الحمام، أو وهي ترتدي ملابس منزلية غير مناسبة للعرض العلني، ما دفع حقوقيين إلى التنديد بما وصفوه بـ”الاستغلال الرقمي للأطفال”، خاصة حين يكون الهدف منه تحقيق نسب مشاهدة وأرباح من المنصات الرقمية.
الغضب الشعبي على السوشيال ميديا صاحبه تحرّك قانوني محتمل، بعد أن دعا عدد من المحامين والحقوقيين السلطات المغربية إلى التدخل لحماية الطفلة، وتفعيل الفصل 467 مكرر من القانون الجنائي، الذي يجرّم استغلال الأطفال في أي محتوى مرئي أو إعلاني يضرّ بمصلحتهم النفسية أو الاجتماعية.
كما ذكّر ناشطون بأن المغرب ملتزم باتفاقية حقوق الطفل التي تحظر استخدام الأطفال في أعمال تجارية أو إعلامية دون مراعاة مصلحتهم الفضلى.

أين هي حدود حرية المحتوى العائلي على يوتيوب؟
القضية فتحت الباب أمام نقاش أوسع حول ظاهرة “الفلوقات العائلية” التي تعتمد على إقحام الأطفال في الحياة اليومية ونقل تفاصيلهم للعلن، الأمر الذي أصبح يُنظر إليه كمنطقة رمادية بين الحرية والاستغلال، لا سيما في ظل غياب ضوابط واضحة على منصات مثل يوتيوب وفيسبوك.
عدد من الأخصائيين في علم النفس الطفولي اعتبروا أن مثل هذه الفيديوهات قد تترك آثارًا سلبية على نفسية الطفل مستقبلاً، خاصة إذا تم تصويره في مواقف لا يدرك أبعادها، أو تم استغلال براءته لأغراض تسويقية.
هل تتدخل السلطات لحماية “غيثة” ومن على شاكلتها؟
حتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي من النيابة العامة في المغرب، إلا أن الضغط الشعبي والتحرك الحقوقي قد يدفع الجهات المختصة للتحقيق في الفيديوهات ومضمونها، لا سيما في ظل تداولها الواسع ووصولها إلى مواقع دولية.
القصة التي بدأت بفيديو يوصف بأنه “عائلي”، تحوّلت إلى أزمة رأي عام تكشف عن ثغرات كبيرة في حماية حقوق الطفل في زمن المحتوى الرقمي.
طالع أيضاً: من هو محمد بن إبراهيم عبيدالله ويكيبيديا
ظهرت المقالة الطفلة غيثة المغربية التي هزت السوشيال ميديا أولاً على أحداث العرب.