يُعد القرنفل، وهو براعم زهرة السيزيجيوم العطرية، واحدًا من أكثر النباتات العطرية استخدامًا في المطابخ حول العالم، لكن قيمته الحقيقية تتجاوز النكهة إلى فوائد صحية متشابكة أبرزها تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية.
فهذا الفص الصغير غني بمضادات الأكسدة والمركبات النشطة بيولوجيًا، وعلى رأسها “الأوجينول”، الذي يُعرف بقدرته على خفض مستويات الكوليسترول الضار LDL، ورفع مستويات الكوليسترول الجيد HDL، مما ينعكس إيجابًا على توازن الدهون في الدم ويحمي الشرايين من الانسداد. وتشير دراسات حديثة إلى أن تناول حبة واحدة من القرنفل يوميًا يُساهم في تحسين الدورة الدموية وتقليل الالتهابات والحفاظ على ضغط دم طبيعي، وهو ما يعزز من صحة القلب على المدى الطويل.
وفي هذا السياق، كشفت دراسة نُشرت في دورية الأبحاث السريرية والتشخيصية أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول شهدوا انخفاضًا ملحوظًا في الكوليسترول الكلي والضار بعد تناول مكملات القرنفل بانتظام. وأكدت الدراسة أن هذا التحسن يرتبط بخصائص القرنفل المضادة للالتهابات وقدرته العالية على مقاومة الأكسدة.
وفي دراسة أخرى نُشرت في دورية تكنولوجيا الأغذية وحفظها، أظهر مزيج مستخلصات القرنفل والزنجبيل تأثيرًا واضحًا في خفض الكوليسترول لدى الحيوانات المخبرية، ما يعزز الفرضية بأن القرنفل يمكن أن يؤدي دورًا وقائيًا ضد أمراض القلب من خلال منع أكسدة الكوليسترول الضار، وهي العملية التي تُعد المسبب الرئيس لتكوّن اللويحات الشريانية وتصلب الشرايين.
لكن فوائد القرنفل لا تتوقف عند القلب. فهو يمتلك خصائص قوية مضادة للالتهاب تساعد في تخفيف أعراض التهاب المفاصل والاضطرابات الأيضية المزمنة، كما أظهرت دراسات أنه يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين حساسية الأنسولين، ما يجعله خيارًا طبيعيًا داعمًا لمرضى السكري. كذلك، يُساهم القرنفل في تحسين الهضم، إذ يحفّز إفراز الإنزيمات الهاضمة ويقلل من الانتفاخ وعسر الهضم، فضلًا عن استخدامه التقليدي في تخفيف آلام الأسنان ومشاكل اللثة بفضل خصائصه المسكنة والمطهرة.
ويُعتبر القرنفل أيضًا مصدرًا غنيًا بمضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف الناتج عن الإجهاد التأكسدي، وتُبطئ الشيخوخة الخلوية، وتعزز المناعة وصحة الكبد.
ويمكن إدخاله بسهولة في النظام الغذائي اليومي بعدة طرق؛ كتناول شاي القرنفل عبر نقع فص واحد في الماء الساخن لخمس إلى عشر دقائق، أو استخدامه مطحونًا في المخبوزات والحساء والعصائر، أو حتى الاعتماد على زيت القرنفل الطبيعي لإضافة نكهة مميزة إلى الأطعمة. كما يمكن استخدام الزيت موضعيًا بعد تخفيفه بزيت ناقل لتخفيف آلام العضلات وتهيّج الجلد البسيط.
ورغم فوائده الواسعة، يُنصح بالاعتدال في استخدامه، إذ إن الإفراط في تناوله، خصوصًا على هيئة زيت مركز، قد يسبب تهيجًا في الجهاز الهضمي أو مشكلات في الكبد. كما يجب على النساء الحوامل والمرضعات ومن يعانون من أمراض مزمنة استشارة الطبيب قبل زيادة استهلاكهم منه.
التدوينة القرنفل.. فص صغير بنكهة قوية وقدرة كبيرة على حماية القلب ظهرت أولاً على المقال نيوز.
