وسط أجواء من الحزن العميق والصمت الثقيل، كان الفنان السوري فراس إبراهيم الحاضر الأبرز، وربما الوحيد من نجوم الوسط الفني، في جنازة الممثلة المغدورة ديالا الوادي، التي وُريت الثرى في مشهد وداع مؤلم. غياب شبه تام لنجوم الدراما السورية عن التشييع، باستثناء حضور وفد رسمي من نقابة الفنانين وعدد من الموسيقيين، طرح تساؤلات حادة حول التضامن الفني وغياب الرفاق في لحظة الوداع.
في المقابل، خرجت نقابة الفنانين السوريين عن صمتها لتُوضح بأن “العديد من الفنانين حضروا مراسم الدفن، لكنهم لم يكونوا هناك لالتقاط الصور أو للظهور الإعلامي”، مشيرةً إلى أن الحضور كان بصمت، احترامًا للموقف وجلال اللحظة.
غير أن الكاميرات لم ترصد سوى فراس إبراهيم، واقفًا على مشارف الحزن، يُشيّع زميلته الراحلة بكثير من الوقار، كما لو كان يودّع مرحلة كاملة من ذاكرة الفن السوري.

فراس إبراهيم… مسيرة فنية ممتدة وحضور إنساني راسخ
ولد فراس إبراهيم قهوجي في 11 ديسمبر 1969 في مدينة دمشق، ودرس في المعهد العالي للفنون المسرحية، لينضم لاحقًا إلى نقابة الفنانين السوريين عام 1985، ويشق طريقه بثبات في مجالات الدراما والإنتاج والدبلجة.
امتد حضوره ليتجاوز التمثيل إلى الإنتاج الفني، حيث قدم عددًا من الأعمال اللافتة، وعُرف بقدرته على اختيار الأدوار الاجتماعية والإنسانية العميقة. ومن بين مفاصل تجربته الفنية، مشاركته في دبلجة الأنمي الشهير “أسطورة زورو” حيث أدى صوت البطل زورو، ما جعل صوته جزءًا من ذاكرة جيل كامل.
إلى جانب الفن، يُعرف عن فراس إبراهيم التزامه الإنساني ووقوفه إلى جانب زملائه في المحن، كما أثبته حضوره اللافت في جنازة ديالا الوادي، حين غاب الآخرون.

حياة شخصية متزنة… وأب لطارق وسندس
فراس متزوج وأب لطفلين هما طارق وسندس. ورغم الشهرة والضوء، حافظ على خصوصية حياته العائلية بعيدًا عن الإعلام، وظهر في أكثر من مناسبة مدافعًا عن الفن الجاد ورافضًا الانجرار وراء الصراعات الدرامية السطحية.
في لحظة وداع مؤلمة، كان فراس إبراهيم أكثر من فنان… كان الصوت الصامت للوفاء، والوجه الحاضر في زمن التغيّب، إذ اختار أن يكون شاهدًا على النهاية، لا لأجل الصور، بل احترامًا لزمالة لم يُفرّقها الغياب.
ظهرت المقالة الممثل فراس ابراهيم الفنان الوحيد في جنازة ديالا صلحي أولاً على أحداث العرب.