عادت نادية عكاشة لتتصدر المشهد السياسي والإعلامي في تونس من جديد، بعد سنوات من الغياب، وتساؤلات متجددة حول دورها السابق داخل القصر الرئاسي في فترة حساسة من تاريخ البلاد.
وبرغم أنها ابتعدت رسميًا عن السلطة، إلا أن اسمها لا يزال حاضرًا في السجالات والقرارات التي شهدت تحولات عميقة في النظام السياسي التونسي.
من هي نادية عكاشة ويكيبيديا
وُلدت نادية عكاشة في العاصمة تونس بتاريخ 1 يوليو 1981، وهي حاصلة على شهادة الدكتوراه في القانون العام من جامعة تونس المنار، إضافة إلى ماجستير في القانون العام والمالي، وشهادة من الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري.
بدأت مسيرتها الأكاديمية كأستاذة مساعدة بكلية الحقوق والعلوم السياسية في نفس الجامعة، حيث اكتسبت سمعة مرموقة بكفاءتها وأبحاثها العلمية المتخصصة في المجال الدستوري.

من الجامعة إلى قلب السلطة
مع صعود قيس سعيّد إلى رئاسة الجمهورية، انتقلت نادية عكاشة من المجال الأكاديمي إلى ساحة الحكم، حيث بدأت كمستشارة للرئيس، ثم تم تعيينها رسميًا مديرة لديوان رئاسة الجمهورية في يناير 2020، وُصفت حينها بأنها “الذراع الأقرب” للرئيس، و”حافظة أسراره”، لما كان لها من تأثير كبير في توجيه القرارات الرئاسية، والتعامل مع عدد من الملفات السياسية الحساسة.
وخلال فترة وجودها في هذا المنصب، أثارت شخصيتها الكثير من الاهتمام والجدل، خاصة مع تزايد الحديث عن دورها في رسم السياسات وصياغة خطابات الرئاسة، لكن هذه المرحلة لم تدم طويلاً، إذ أعلنت عكاشة استقالتها في 25 يناير 2022، مشيرة إلى “اختلافات جوهرية في وجهات النظر” مع الرئيس، على حد وصفها، فيما فُسرت هذه الخطوة في الأوساط السياسية كعلامة على وجود خلافات عميقة داخل فريق الرئاسة.
تسريبات صوتية واتهامات متبادلة
وفي مايو من العام نفسه، تفجرت مفاجأة سياسية جديدة حين تم تداول تسجيلات صوتية منسوبة لنادية عكاشة، احتوت على تصريحات مثيرة وُجهت فيها انتقادات مباشرة للرئيس قيس سعيّد وعدد من الأطراف السياسية.
ومع أن عكاشة نفت تمامًا صحة هذه التسجيلات، ووصفتها بالمفبركة وبأنها جزء من “حملة تشويه ممنهجة”، فإن الجدل لم يتوقف، بل زاد من حدّة الاستقطاب داخل البلاد.
القضية أخذت بعدًا قانونيًا، إذ أصدرت المحكمة التونسية حكمًا غيابيًا بسجن نادية عكاشة لمدة 14 شهرًا، استنادًا إلى شكوى تقدّمت بها عاتكة شبيل، شقيقة زوجة الرئيس، على خلفية ما ورد في تلك التسجيلات.

نادية عكاشة.. هل تعود للمشهد السياسي؟
رغم هذا السجال، لم تُخفِ نادية عكاشة في تصريحات لاحقة رغبتها في العودة إلى العمل السياسي، مؤكدة أنها تمتلك ما يكفي من الحقائق لكشف ما جرى خلال فترة تواجدها في القصر.
كما ألمحت إلى وجود صراعات داخلية أثّرت على مسار القرار في مؤسسة الرئاسة، وكانت من بين الأسباب التي دفعتها إلى الاستقالة، في موقف اعتبره البعض تلميحًا لما قد تكشفه في وقت لاحق.
طالع أيضاً: تفاصيل جديدة تكشف كواليس توتر علاقة الأمير هاري بجدته الملكة إليزابيث قبل زفافه على ميغان
ظهرت المقالة بعد عودتها للواجهة السياسية.. من هي نادية عكاشة ويكيبيديا أولاً على أحداث العرب.