في خطوة مفاجئة أعادت التوتر إلى واجهة العلاقات التجارية بين واشنطن وأوتاوا، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الجمعة، وقف جميع المفاوضات التجارية مع كندا بشكل فوري، احتجاجًا على ما وصفه بـ”الضريبة الفاضحة” التي تفرضها أوتاوا على شركات الخدمات الرقمية.
وجاء الإعلان عبر منصة “تروث سوشال”، حيث كتب ترامب: “بناءً على هذه الضريبة الفاضحة، فإننا ننهي كل النقاشات التجارية مع كندا فورًا”، مشيرًا إلى أن بلاده بصدد إبلاغ أوتاوا بمعدلات الرسوم الجمركية الجديدة خلال أسبوع واحد.
ورغم أن الضريبة الكندية المفروضة على الخدمات الرقمية أُقرّت رسميًا العام الماضي، فإن دخولها حيز التنفيذ الكامل يقترب، إذ يُطالب عمالقة التكنولوجيا الأميركيين بدفع مليارات الدولارات للحكومة الكندية بحلول نهاية يونيو، بحسب ما أفادت به رابطة صناعة الحاسوب والاتصالات الأميركية.
واشنطن تتحرّك.. وكندا تترقب
القرار الأميركي الجديد جاء بعد أشهر من الاحتجاجات الأميركية على هذه الضريبة، التي ترى فيها واشنطن استهدافًا مباشرًا لشركاتها العملاقة، مثل “غوغل” و”أمازون” و”ميتا”، والتي تُعد من أبرز مزوّدي الخدمات الرقمية في كندا.
وتزامن التصعيد الجديد مع خطوات تجارية أكثر صرامة تتخذها إدارة ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض، إذ فرضت واشنطن مؤخرًا رسومًا جمركية مرتفعة على واردات الصلب والألمنيوم من كندا، بعد مضاعفتها إلى 50%. وردّت أوتاوا حينها بإعلان نيتها تعديل تعريفاتها الجمركية على الواردات الأميركية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري في غضون 30 يومًا.
تعريفات على أكثر من 200 دولة
وفي مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض، أكّد ترامب أن واشنطن بصدد إرسال خطابات خلال الأيام المقبلة إلى أكثر من 200 دولة، تتضمن إشعارًا رسميًا بمعدلات الرسوم الجمركية الجديدة المطلوبة مقابل الدخول إلى السوق الأميركية. وقال: “لقد كنا واضحين مع حلفائنا… من يريد التجارة معنا، عليه أن يدفع”.
ويأتي هذا التوجه ضمن سياسة أكثر تشددًا تتبعها الإدارة الحالية، في ظل ما تصفه بـ”اختلالات مزمنة” في الميزان التجاري الأميركي، لاسيما مع الشركاء التقليديين.
اتفاقات جديدة… وخلافات قديمة
ورغم الأزمة مع كندا، أكد ترامب استمرار المفاوضات التجارية مع دول أخرى، منها الهند، التي قال إنها “تقترب من توقيع اتفاق تاريخي”، كما أشار إلى أن اتفاقًا جديدًا تم توقيعه بالفعل مع الصين، في وقت سابق.
وكان ترامب قد أعلن مطلع أبريل عن فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على سلع واردة من 185 دولة ومنطقة، دخلت حيز التنفيذ في 5 من الشهر ذاته، مع تعليق الرسوم الإضافية لمدة 90 يومًا على الدول التي أبدت استعدادًا للتفاوض.
مستقبل غامض للعلاقة مع أوتاوا
قرار ترامب بإنهاء المحادثات التجارية مع كندا، إذا ما طُبق بالكامل، سيمثل تحولًا كبيرًا في العلاقة بين الجارتين، اللتين ترتبطان بعقود من الشراكات التجارية عبر اتفاقيات مثل “نافتا” واتفاق “USMCA” الذي جاء لاحقًا.
وتبقى الخطوة الأميركية رهن رد فعل الحكومة الكندية، التي لم تُصدر بعد تعليقًا رسميًا على تصريحات ترامب، لكن مراقبين يرون أن العلاقة التجارية بين البلدين باتت تقف على مفترق طرق، في ظل التصعيد المتبادل والمصالح الاقتصادية المتشابكة.
ظهرت المقالة ترامب يُنهي المفاوضات مع كندا ويهدد بتعريفات “فورية”: ضريبة الخدمات الرقمية تُفجّر الخلاف مجددًا أولاً على أحداث العرب.