أثار إعلان مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن إصابته بالتهاب معوي حاد، تساؤلات عديدة في الأوساط السياسية والإعلامية العبرية، وسط شكوك متزايدة حول دوافع هذا “المرض المفاجئ” وتوقيته، الذي تزامن مع اقتراب موعد مثوله أمام المحكمة في قضايا الفساد المتهم بها.
ووفقًا لما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فإن نتنياهو شعر بتوعك صحي خلال ساعات الليل، وأظهرت الفحوصات الطبية إصابته بالتهاب في الجهاز الهضمي ناتج عن “تناوله طعامًا فاسدًا”، وفق الرواية الرسمية. وأضافت الصحيفة أن الأطباء قرروا منحه العلاج بالسوائل لمواجهة حالة الجفاف التي يعاني منها، وأوصوا بأن يواصل إدارة مهامه من مقر إقامته، وهو ما استجاب له نتنياهو.
التوقيت المثير للريبة
توقف كثيرون عند توقيت هذا الإعلان، خاصة أنه جاء قبل أيام فقط من جلسات محاكمته المقررة في محكمة تل أبيب المركزية، والتي كان يفترض أن يدلي فيها بشهادته بشأن اتهامات خطيرة تتعلق بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وهي اتهامات قد تؤدي إلى سجنه في حال إدانته.
ولم تمر هذه المصادفة دون تعليقات من بعض وسائل الإعلام التي تساءلت حول ما إذا كانت هذه الوعكة الصحية حقيقية أم مجرد وسيلة لتأجيل المحاكمة، خاصة مع بدء العطلة القضائية في إسرائيل نهاية الأسبوع، والتي تمتد حتى سبتمبر، وهو ما قد يمنح نتنياهو وقتًا إضافيًا دون المثول أمام المحكمة.
هل تعرض لمحاولة اغتيال؟
في ظل هذه الملابسات، لم تستبعد بعض الأصوات فرضية أن يكون نتنياهو قد تعرض لمحاولة تسميم متعمدة عبر دس مادة سامة في طعامه، بهدف إسكاته أو إبعاده عن المشهد السياسي، خاصة في ظل التوترات المتزايدة داخل الائتلاف الحكومي، والضغوط الداخلية والخارجية التي يواجهها منذ بدء الحرب على غزة.
لكن حتى اللحظة، لم يصدر أي تصريح رسمي من الجهات الأمنية أو الطبية يؤكد أو ينفي فرضية التسميم، في حين اكتفى مكتب نتنياهو بالتأكيد على “استقرار حالته الصحية”، مع الإشارة إلى أنه سيواصل مهامه من المنزل.
سياق قضائي وسياسي معقد
يأتي هذا التطور في وقت يواجه فيه نتنياهو تحديين قضائيين كبيرين: الأول هو المحاكمة الجارية أمام القضاء الإسرائيلي، والثاني مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر 2024، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب على غزة. ومن شأن أي غياب أو تأجيل في الإجراءات القضائية أن يثير مزيدًا من الشكوك حول نية نتنياهو تفادي المحاسبة، سواء عبر المناورات السياسية أو الصحية.
وبينما يستمر الجدل داخل إسرائيل حول حقيقة مرض نتنياهو، يبقى الغموض سيد الموقف، خاصة أن ما بين سطور الأخبار يشير إلى صراع يتجاوز السياسة ليصل إلى معارك بقاء على مستوى شخصي ومؤسسي في آن واحد.
ظهرت المقالة تساؤلات في إسرائيل حول حقيقة مرض نتنياهو: هل تعرض لمحاولة تسميم أم يتهرب من المحاكمة؟ أولاً على أحداث العرب.
