تصاعدت حالة من الغضب في الأوساط الكردية والحقوقية خلال الساعات الماضية، بعد مقتل الشاب مصطفى جميل شيخو، أحد أبناء قرية حج حسني التابعة لناحية جنديرس في منطقة عفرين السورية، وذلك في ظروف وُصفت بأنها مأساوية وتستدعي المساءلة.
تفاصيل مقتل الشاب مصطفى جميل شيخو
وقعت الحادثة ليلًا في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة فصائل مدعومة من تركيا، حيث كان الشاب مصطفى يقوم بحراسة ألواح الطاقة الشمسية التي تملكها عائلته، في محاولة لحمايتها من السرقة التي تشهدها المنطقة بين الحين والآخر.
وخلال تواجده في الموقع، تعرض لإطلاق نار مباشر من قِبل عناصر مسلحة يعتقد أنها تابعة لتلك الفصائل، ما أسفر عن مقتله على الفور.
المعلومات المتوفرة أشارت إلى أن مصطفى كان في ريعان شبابه، وتفاوتت التقديرات حول عمره بين 16 و19 عامًا، مما زاد من حالة الاستنكار الشعبي بسبب استهدافه رغم كونه أعزل وغير ضالع في أي نشاط سياسي أو عسكري.

إدانات ومطالبات بالعدالة
وسرعان ما انتشرت صور مصطفى على مواقع التواصل الاجتماعي، مصحوبة برسائل نعي واستنكار، خاصة من أبناء المنطقة الكردية والناشطين السوريين الذين اعتبروا ما حدث استمرارًا لسلسلة الانتهاكات التي يتعرض لها السكان المحليون في عفرين منذ السيطرة التركية والفصائلية عليها.
وأصدرت “رابطة عفرين الاجتماعية” بيانًا رسميًا أدانت فيه ما وصفته بـ”الجريمة البشعة”، مؤكدة أن الضحية كان يقوم بحماية ممتلكاته، وطالبت بفتح تحقيق فوري وعاجل لمحاسبة الفاعلين، مشددة على ضرورة إنهاء ما سمّته “الفلتان الأمني والتمييز العرقي الذي يتعرض له الكرد في عفرين”.
كما دعا المجلس الوطني الكردي في عفرين إلى تحرك دولي ومحلي لوضع حد لما يحدث في المنطقة، لافتًا إلى أن مقتل مصطفى ليس حادثًا فرديًا بل يأتي ضمن سياق ممنهج من الترهيب والقتل خارج القانون.
تظاهرات شعبية ومواجهات
في أعقاب الحادثة، خرج العشرات من أبناء القرية في تظاهرة تطالب بالقصاص من قتلة مصطفى وإخراج الفصائل المسلحة من المنطقة.
لكن، وفق شهود عيان، واجه المسلحون تلك التظاهرات بالقمع والاعتقالات، في مشهد يعكس هشاشة الوضع الأمني واستمرار سياسة تكميم الأفواه.
السياق العام
تأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة من الانتهاكات المستمرة التي وثقتها منظمات حقوقية منذ السيطرة التركية على عفرين في عام 2018، حيث تُتهم الفصائل المسلحة بارتكاب جرائم قتل وخطف وتعذيب وسرقة بحق السكان الأصليين، وسط غياب واضح لأي شكل من أشكال المحاسبة أو الرقابة.
حالة التضامن مع أسرة مصطفى اتسعت لتشمل أصواتًا من داخل سوريا وخارجها، تطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتحقيق في الحادثة وضمان حقوق المدنيين الكرد، الذين يعيشون في ظل تهديد دائم بفقدان حياتهم أو ممتلكاتهم، دون غطاء قانوني أو حماية.
طالع أيضاً: تفاصيل مقتل سعيد رسلان دكتور المخ والأعصاب في طنطا | صور
ظهرت المقالة تفاصيل مقتل الشاب مصطفى جميل شيخو أولاً على أحداث العرب.