تفاصيل وفاة طليع حمدان الشاعر اللبناني وزوجته وأولاده.. من هو؟ – Bundlezy

تفاصيل وفاة طليع حمدان الشاعر اللبناني وزوجته وأولاده.. من هو؟

فقد لبنان والعالم العربي، اليوم السبت، أحد أعمدة الزجل الكبار، برحيل الشاعر طليع نجيب حمدان، المعروف بلقب أبو شادي وبلقب شاعر المنبرين، عن عمر ناهز 81 عامًا، بعد مسيرة امتدت لأكثر من ستة عقود جعلت منه رمزًا من رموز التراث الشعبي اللبناني وصوتًا خالدًا على المنبر الزجلي.

ويتساءل عدد كبير من الأشخاص، عن من هو الشاعر طليع حمدان وزوجته وأولاده.

الشاعر طليع حمدان في سطور

وُلد طليع حمدان في قرية عين عنوب بقضاء عاليه في التاسع عشر من يناير عام 1944، ونشأ في بيت متواضع يفيض بالشغف بالحياة والطبيعة والشعر. والده نجيب كان مزارعًا بسيطًا، ووالدته فاطيني يحيى ربّة منزل حنون، فيما كبر طليع بين أحد عشر شقيقًا في بيئة جبلية ملهمة، مشبعة بصوت الماء ونداءات الجبال وأهازيج القرية التي كانت تحتفي بالكلمة المغنّاة.

في عين عنوب، حيث يقال إن عدد عيون الماء فيها يساوي عدد أيام السنة، تشكّل وعي الطفل طليع على وقع أهازيج الزجالين وردّات القرادي التي كانت ترافق الأعراس والمناسبات. هناك حفظ أسماء كبار الشعراء الشعبيين مثل شحرور الوادي وعلي الحاج، وبدأ في سن مبكرة يكتب أبياته ويرددها على ضوء القنديل في منتزهات القرية، إلى جانب الشاعرين سعيد وجورج حرب. ومن تلك السهرات البسيطة انطلقت أول شرارة لموهبة ستصبح لاحقًا من علامات الزجل العربي.

رغم التحاقه بمدرسة عين عنوب الرسمية، كان الشعر أقوى من الكتب، فغاب عن فصول الربيع ليحضر حفلات شحرور الوادي، ويستمد من صوته الملهم معنى الفن الشعبي الأصيل. لم تمضِ سنوات كثيرة حتى خاض أولى مبارزاته الزجلية عام 1964 في كازينو خلدة إلى جانب الشاعر زين شعيب، وكانت تلك الأمسية نقطة التحول في حياته. فقد شاهد موهبته الشاعر زغلول الدامور، فدعاه للانضمام إلى جوقته، لتبدأ مرحلة جديدة حملت الزجل اللبناني إلى آفاق أوسع.

مع جوقة زغلول الدامور، جال طليع حمدان مناطق لبنان كافة، مقدّمًا حفلات يومية تجمع الآلاف من عشّاق الزجل، قبل أن يعبر المنابر إلى العالمية. جابت الجوقة الولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين وكندا وأستراليا ودول الخليج، حيث حمل طليع صوته ليصل إلى المغتربين اللبنانيين ويعيد إليهم رائحة التراب ودفء الوطن البعيد. كان يغني لهم الحنين، ويزرع بين قصائده رسالة انتماء وأمل.

طليع حمدان
الشاعر طليع حمدان

غير أن نيران الحرب اللبنانية عام 1975 أوقفت تلك الرحلات، لتكون حفلتهم الأخيرة في أوتاوا – كندا، حيث ودّع الأعضاء بعضهم البعض. لكن الشاعر الذي لا يعرف الصمت لم يتوقف، فأنشأ في العام التالي جوقته الخاصة “جوقة الربيع”، التي ضمّت نخبة من الشعراء مثل خليل شحرور، أنطوان سعادة، ونزيه صعب. ومن خلالها واصل مسيرته الفنية الطويلة، فكانت الجوقة تجوب لبنان والخارج، وتحمل الزجل إلى مسارح جديدة، حتى أصبحت أحد أهم الجوقات الزجلية في تاريخ لبنان.

عرف طليع حمدان بمواجهاته الشعرية القوية مع كبار الزجالين، فخاض تحديات لا تُنسى مع موسى زغيب، جرجس البستاني، أسعد سعيد، زين شعيب، وزغلول الدامور، في أمسيات كانت تُشعل الساحات وتوحد الناس حول الكلمة اللبنانية المغنّاة. ظل صوته حاضرًا في المهرجانات، وفي جوقة الربيع التي استمرت بقيادته، تضم اليوم شعراء من الجيل الجديد أمثال فيكتور ميرزا ونديم شعيب ومازن غنام.

ترك الراحل إرثًا أدبيًا غنيًا من الدواوين والمجموعات الشعرية التي طبعت بصمته على الزجل اللبناني، من أبرزها: “براعم ورد” (1990)، “جداول عطر” (1995)، “ليل وقمر” (1999)، “انطريني أنا جايي” (2011)، و**”افتتاحيات طليع حمدان” (2014)**، التي جمعت خلاصة تجربته الزجلية وأسلوبه الفريد في الدمج بين الفخر والحب والوجدان الوطني.

نال خلال مسيرته العديد من الأوسمة والدروع تقديرًا لعطاءاته، أبرزها وسام الأرز من الرئيس إميل لحود عام 2001، ودرعًا من الرئيس رفيق الحريري عام 2002، وميدالية كمال جنبلاط من المكتبة الوطنية بعقلين عام 2013، إلى جانب تكريمات في المهجر من الجاليات اللبنانية، لا سيما من الجامعة الثقافية في سيدني – أستراليا عام 2007.

الزوجة والأبناء

على الصعيد الشخصي، تزوّج طليع حمدان عام 1959 من سلوى عيد، وأنجب منها أربعة أبناء هم: شادي، زينة، سحر، وخزام. عُرف بينهم كأب عطوف وصاحب حضور دافئ رغم التزامه الفني الذي شغل معظم وقته.

التدوينة تفاصيل وفاة طليع حمدان الشاعر اللبناني وزوجته وأولاده.. من هو؟ ظهرت أولاً على المقال نيوز.

About admin