ولدت الشاعرة والملحنة جمانة جمال في اليمن، ونشأت في بيئة ثقافية غنية بالكتب والمراجع داخل مكتبة والدها، فقدانها لوالدتها في سن مبكرة جعلها تجد عزاءها في القراءة والكتابة، فبدأت كتابة الشعر وهي في الثانية عشرة من عمرها متأثرة بأعمال كبار الشعراء مثل نزار قباني، لتضع خطواتها الأولى في عالم الأدب والفن مبكرًا.
جمانة جمال ويكيبيديا
اكتشف موهبة جمانة جمال الملحن السعودي ياسر بوعلي، الذي لعب دورًا محوريًا في رحلتها الفنية، فقد لمس في كتاباتها الشعرية حسًا مختلفًا وقدرة على صياغة المعاني بلغة تحمل عمقًا عاطفيًا وإيقاعًا موسيقيًا فطريًا.
ومن هنا شجعها على خوض تجربة الشعر النبطي، معتبرًا أن كلماتها قادرة على ملامسة الجمهور بمختلف ثقافاته ولهجاته. هذه المرحلة كانت نقطة تحول في مسيرتها، إذ انتقلت من كتابة القصائد في الظل إلى الاستعداد للظهور كمبدعة في مجال التلحين الغنائي.
أما الظهور الفني الأول لجمانة فجاء من خلال ألبوم “سفينة نوح” للفنان ناصر نايف، حيث قدمت تجربتين بارزتين بكتابة وتلحين أغنيتين داخل الألبوم، ورغم أنها كانت بداية الطريق، إلا أن العملين تركا أثرًا لافتًا، ولفتا الأنظار إلى اسمها كصوت شعري وملحني جديد في الساحة الفنية.
هذا الظهور المبكر أثبت أنها لا تكتفي بكتابة النصوص فحسب، بل تمتلك أيضًا رؤية موسيقية متكاملة تجعل من أعمالها حالة فنية مختلفة عن السائد.
التعاونات مع كبار النجوم
استطاعت جمانة جمال أن تفرض حضورها من خلال تعاونها مع أبرز الأصوات العربية:
- مع كاظم الساهر، قدمت قصيدة “مررتِ بصدري”، التي وصفها الساهر بأنها تعكس نضجًا أكبر من عمرها.
- كتبت ولحّنت معظم أعمال ألبوم فضل شاكر الأخير، ومنها “الشام فتح”، “هوى الجنوب”، و”أحلى رسمة”، بالإضافة إلى قصيدة فصحى بعنوان “قمري” و “صحاك الشوق”.
- مع عبد الله الرويشد، كتبت أغنية “كل ما قلت ارتويت” بطابع يمني مستوحى من المحضار.
- مع نوال الكويتية، لحّنت لها أغنية “على مهلك”.
- أما أصالة نصري، فقدمت معها أغنية “الكرسي”.
فلسفتها الفنية
ترى جمانة جمال أن الكلمة والموسيقى وجهان لعمل واحد لا ينفصل، حيث تصف الموسيقى بأنها “الرئة الثانية” للنص الشعري، وتميزت بقدرتها على الكتابة والتلحين بمختلف اللهجات العربية، معتبرة أن اللهجة ليست مجرد نطق، بل إيقاع وشحنة شعورية خاصة، كما رفضت الظهور الإعلامي المبالغ فيه، مؤمنة بأن “الفن يجب أن يُقدّم قبل أن يُعرّف”.
تُعد جمانة جمال أول امرأة يمنية تحقق هذا الحضور الواسع في مجال التلحين والشعر الغنائي على مستوى العالم العربي، ورغم ابتعادها عن الأضواء، نجحت في أن تكون جزءًا من أهم الأعمال الغنائية المعاصرة، محتفظة بخصوصيتها وملامحها الفنية التي جعلتها واحدة من أبرز الأصوات الإبداعية الشابة في الساحة.
ظهرت المقالة جمانة جمال ويكيبيديا | السيرة الذاتية | من هي؟ أولاً على أحداث العرب.