جورج عبدالله ويكيبيديا | المعتقل في فرنسا لماذا سجن؟، حيث أُفرج رسميًا عن الناشط اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، يوم 17 يوليو 2025، بعد أربعين عامًا قضاها في السجون الفرنسية، ليُنهي بذلك واحدة من أطول فترات الاعتقال السياسي في تاريخ أوروبا المعاصر.
وكان القضاء الفرنسي قد أصدر في 15 نوفمبر 2024 قرارًا بإطلاق سراحه، مشروطًا بمغادرته الأراضي الفرنسية وعدم العودة إليها.
جورج عبدالله ويكيبيديا
وُلد جورج عبد الله في بلدة القبيات بمحافظة عكار شمال لبنان، في الثاني من أبريل عام 1951، لأسرة مسيحية مارونية. تلقى تعليمه في دار المعلمين في الأشرفية وتخرج عام 1970، قبل أن ينخرط في العمل السياسي في وقت مبكر من شبابه. انضم إلى صفوف الحركة الوطنية اللبنانية، وتبنّى الفكر اليساري، كما التحق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وشارك ميدانيًا في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث أصيب بجراح خلال الاجتياح الإسرائيلي للجنوب اللبناني عام 1978.
مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، لا سيما خلال الاجتياح الواسع عام 1982، أسّس عبد الله تنظيم “الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية”، وهو فصيل ماركسي-لينيني معادٍ لإسرائيل، نفّذ سلسلة هجمات ضد أهداف إسرائيلية وغربية، في سياق ردّه على العدوان المتكرر على الشعبين اللبناني والفلسطيني.
جورج إبراهيم عبدالله المعتقل في فرنسا لماذا سجن؟
في 24 أكتوبر 1984، اعتُقل جورج عبد الله في مدينة ليون الفرنسية. وفي عام 1987، صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد بعد إدانته بالتواطؤ في اغتيال الملحق العسكري الأميركي في باريس تشارلز راي، والدبلوماسي الإسرائيلي ياكوف بارسيمانتوف. وبرغم أنه أصبح مؤهلاً للإفراج المشروط منذ عام 1999، فإن السلطات الفرنسية رفضت مرارًا الإفراج عنه، متأثرة بضغط سياسي متواصل من كل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
جدير بالذكر أن فرنسا كانت قد تعهدت عام 1985 بإطلاق سراح عبد الله مقابل الإفراج عن الدبلوماسي الفرنسي جيل سيدني بيرول، الذي كان محتجزًا في لبنان حينها، إلا أن الصفقة لم تُنفذ.
قضية حرية تحولت إلى مطلب دولي
خلال سنوات سجنه، تحوّلت قضية جورج عبد الله إلى رمز للنضال ضد القمع السياسي، وتبنّت منظمات حقوقية أوروبية وعربية المطالبة بالإفراج عنه، منها الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان، والاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام، وجمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية، ومركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان.
وفي خضم الحرب الفلسطينية الإسرائيلية عام 2023، زار وفد من الحزب الشيوعي اللبناني قيادة حركة حماس، مطالبًا بإدراج قضية عبد الله في أي صفقة تبادل محتملة، ما أعاد تسليط الضوء على ملفه من جديد.
منفى إجباري بعد الحرية
الإفراج عن عبد الله لم يكن مطلقًا، إذ اشترطت المحكمة الفرنسية مغادرته البلاد فورًا وعدم العودة إليها، ليُختتم بذلك فصل دام لأربعة عقود من الاعتقال، في واحدة من أبرز قضايا السجناء السياسيين على مستوى العالم.
ظهرت المقالة جورج عبدالله ويكيبيديا | المعتقل في فرنسا لماذا سجن؟ أولاً على أحداث العرب.