عاشت الدبلوماسية السورية خلال العقود الثلاثة الماضية تحولات معقدة، وكان اسم حسام الدين آلا حاضرًا في كثير من مفاصلها.
الرجل الذي لم يكن يومًا من الوجوه الإعلامية البارزة، تحوّل فجأة إلى حديث الأوساط السياسية بعد أن اختار مغادرة منصبه في القاهرة عام 2025، متوجهًا نحو سويسرا حيث تقدّم بطلب لجوء سياسي.
حسام الدين آلا ويكيبيديا
ولد حسام الدين آلا في دمشق عام 1967 داخل أسرة تنتمي إلى الطبقة المتعلمة في العاصمة، نشأ في بيئة محافظة أكاديميًا، ومرّ بمراحل التعليم الأساسي والثانوي داخل المدارس الحكومية، قبل أن يختار دراسة العلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة دمشق.
لاحقًا التحق بمعهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية، وهو ما مهّد لانخراطه المبكر في العمل الدبلوماسي.
صعود داخل الجهاز الدبلوماسي
مع بداية التسعينيات، ظهر آلا ضمن جيل جديد من الدبلوماسيين السوريين، كانت محطته الأولى المهمة في نيويورك، حيث انضم إلى البعثة الدائمة لسوريا لدى الأمم المتحدة بين عامي 1996 و2001، متابعًا ملفات شائكة مثل العقوبات على العراق والعلاقات السورية الأمريكية.
وبعد سنوات في نيويورك، عُيّن في جنيف مندوبًا دائمًا لسوريا لدى مكتب الأمم المتحدة، وهو موقع حساس تزامن مع ضغوط دولية على دمشق بعد اغتيال رفيق الحريري وتصاعد مطالب المنظمات الحقوقية.
كما تولى تمثيل سوريا في إسبانيا والفاتيكان، إلى جانب عمله في مكتب معاون وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والمنظمات الدولية.
العودة إلى الساحة العربية
بعد أكثر من عقد من القطيعة العربية مع دمشق، جاء قرار إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية في مايو 2023 ليعيد آلا إلى الواجهة. ففي يونيو من العام نفسه، قدم أوراق اعتماده سفيرًا ومندوبًا دائمًا لسوريا لدى الجامعة العربية في القاهرة.
اعتُبر وجوده هناك جزءًا من استراتيجية “التطبيع الحذر” للنظام السوري، إذ أوكلت إليه مهمة إعادة وصل الجسور مع الدول العربية، خصوصًا الخليجية ومصر، وإيصال رسائل النظام في مرحلة حساسة من عمر الأزمة.
انهيار النظام وتداعياته
تغّير المشهد جذريًا في ديسمبر 2024 عندما انهار النظام السوري بشكل مفاجئ بعد تصاعد هجمات المعارضة المسلحة على دمشق، ليغادر بشار الأسد إلى روسيا وتتشكل حكومة انتقالية برئاسة أحمد الشرا.
هذا التحول ألقى بظلاله على الخارجية السورية التي بدأت بإعادة تقييم مواقعها، في يونيو 2025، صدر قرار باستدعاء آلا من القاهرة إلى دمشق “لترتيب أوضاعه”، في إشارة واضحة إلى عزمه على إبعاده عن موقعه الدبلوماسي.
مفاجأة أغسطس
بدلًا من العودة إلى دمشق، غادر حسام الدين آلا القاهرة في الأول من أغسطس 2025 متوجهًا إلى سويسرا حيث قدّم طلبًا رسميًا للجوء السياسي.
خطوة اعتُبرت غير منسّقة مع السلطات الانتقالية، ما جعلها تُقرأ على نطاق واسع كخروج عن الطاعة وانشقاق متأخر، ورغم غياب بيان رسمي يوضح الموقف، فإن مغادرته بهذا الشكل مثّلت مؤشرًا على تفكك منظومة الدبلوماسية السورية التي ارتبطت بالنظام السابق.
ظهرت المقالة حسام الدين آلا ويكيبيديا | من هو؟ أولاً على أحداث العرب.
