في حادثة نادرة لكنها تحمل دلالات صادمة، أعلنت وزارة البترول المصرية، اليوم الخميس، عن انهيار حفار بحري متقادم كان راسيًا منذ سنوات في منطقة انتظار رأس غارب بخليج السويس، دون تسجيل أي خسائر بشرية أو بيئية.
ووفق البيان الرسمي، فقد تلقت الوزارة بلاغًا مفاجئًا يُفيد بسقوط الحفار البحري الضخم، ليتبين لاحقًا أنه خارج الخدمة تمامًا منذ سنوات، ويتبع شركة خاصة غير مدرجة حاليًا ضمن الشركات العاملة في قطاع البترول المصري، كما أنها لا تمارس أي أنشطة تشغيلية داخل البلاد.
حفار متآكل.. تحت الحجز
التحقيقات الأولية كشفت أن الحفار المتداعي كان في وضعية انتظار ثابتة منذ سنوات بمحاذاة موقع تابع للشركة العامة للبترول، وتم الحجز عليه قضائيًا لصالح أحد البنوك نتيجة ديون مستحقة، دون أن تُجرى عليه عمليات صيانة أو تفكيك. وتُرجّح التقارير أن سبب الانهيار يعود إلى تآكل الأعمدة الداعمة بسبب الصدأ والعوامل الجوية القاسية.
لا تسرب.. ولا ضحايا
في المقابل، شددت وزارة البترول على أن الحادث لم يسفر عن أي إصابات بشرية أو تسربات نفطية، وذلك نظراً لأن الحفار خارج نطاق التشغيل منذ فترة طويلة. كما كشفت نتائج المسح البيئي الذي أُجري صباح اليوم أن الوضع البيئي مستقر تمامًا، ولا توجد مؤشرات على تلوث المياه أو وجود أخطار على النظام البيئي المحلي.
تحقيقات وملف قانوني مفتوح
وأكدت الوزارة أنها بصدد استكمال التحقيق في ملابسات الانهيار، مع فتح قنوات اتصال رسمية مع الجهات المختصة لتحري الوضع القانوني الكامل للشركة المالكة للحفار، وسط تساؤلات متصاعدة حول مسؤولية ترك معدات ثقيلة متهالكة بلا متابعة أو تصفية واضحة.
الحادثة، رغم أنها لم تُخلّف كارثة بيئية أو بشرية، إلا أنها تسلط الضوء مجددًا على ملف المعدات المتقادمة المهجورة في البحر، وتفتح باب التساؤل حول إجراءات التفتيش والسلامة في مناطق الانتظار البحرية، خصوصًا تلك الواقعة خارج الإطار التشغيلي المباشر.
ظهرت المقالة حفّار صدئ ينهار في خليج السويس.. و”البترول المصرية” تكشف التفاصيل الكاملة أولاً على أحداث العرب.