ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية بخبر وفاة محمد ناصر احمد وزير الدفاع اليمني، ما أثار جدلاً واسعاً بين مصدق ومكذّب، وسط غياب تأكيد رسمي من الجهات المعنية. وبينما تتضارب الروايات، برزت شهادات ميدانية تحاول إعادة تسليط الضوء على الدور الذي لعبه الوزير الأسبق خلال مفاصل دقيقة من تاريخ اليمن، وتفكيك الحملات التي ترافق هذا النوع من الشائعات.
خبر وفاة محمد ناصر احمد وزير الدفاع اليمني.. ما صحته؟
ففي خضم التفاعل الشعبي مع نبأ وفاته، خرج أحد رفاق السلاح في معارك الجوف، بشهادة شخصية، مدافعًا عن مواقف اللواء محمد ناصر خلال فترة توليه وزارة الدفاع. وقال في تدوينة مطولة: “لقد كان محمد ناصر وزيرًا للدفاع في مرحلة حساسة، يعمل بتنفيذ مباشر لتوجيهات رئيس الدولة آنذاك عبدربه منصور هادي، وكان داعمًا للمقاومة ضد مليشيا الحوثي، وقد سلّمنا بشكل رسمي 12 قاطرة محمّلة بالسلاح والذخائر إلى اللواء القميري في الجوف، كما استجاب لكل طلبات الإسناد الجوي دون تردد”.
الناشط، الذي خاض المعارك في الجوف، أشار إلى أن تصويب الاتهامات بشكل انتقائي نحو الوزير، دون اعتبار لسياق الدولة وتوزيع المسؤولية، يُعد ظلمًا وتجريحًا غير منصف. وأضاف: “لسنا هنا لتبرئة أحد، ولكن لقول كلمة حق عن رجل نفذ سياسات سلطة، وترك بصمة واضحة في مفاصل المؤسسة العسكرية، وليس من العدل محاكمته بعد وفاته – إن صح الخبر – بمحاكمات عاطفية أو بخلفيات سياسية”.
ولم تصدر حتى الآن أي بيانات رسمية تؤكد أو تنفي وفاة اللواء محمد ناصر أحمد، إلا أن المقربين منه لم يعلنوا أي تفاصيل عن حالته الصحية، بينما أشار البعض إلى أن اللواء يقيم خارج اليمن ويحمل ملفاً طبياً معقداً منذ سنوات.
ونفت وسائل إعلام يمنية رسمية، الخبر مؤكدة أن سيادة اللواء محمد ناصر أحمد الحسني حي يرزق ويتمتع بصحة جيدة. ومن المقرر أن يتم إجراء لقاء صحفي معه بمنزله خلال ساعات حيث تحركت إحدى القنوات بالفعل لإجراء المقابلة تزامناً مع شائعة وفاته.
وبين شائعة الرحيل وتراكمات الذاكرة السياسية، يبقى صوت العقل والإنصاف مطلوبًا أكثر من أي وقت مضى. فالتاريخ لا يُروى عبر التغريدات العابرة، بل يُكتب بالشهادات الموثّقة والروايات المتّزنة، خاصة في بلد كسرت فيه الأزمات موازين العدالة وأربكت سردية الأبطال والخونة.
ظهرت المقالة حقيقة وفاة محمد ناصر احمد وزير الدفاع اليمني أولاً على أحداث العرب.
