شهدت الأيام الأخيرة انتشارًا واسعًا لقصة مأساوية على وسائل التواصل الاجتماعي، تزعم أن مدربة حيتان تُدعى “جيسيكا” لقيت حتفها بعد هجوم من حوت أوركا خلال عرض مائي.
ورغم قوة المشاهد المصاحبة واللغة الدرامية التي رافقت المنشورات، إلا أن الحقيقة مختلفة تمامًا، حيث تبيّن أن هذه القصة لا أساس لها من الصحة وأنها مجرد إشاعة تم تضخيمها عبر الإنترنت.
حوت الاوركا يقتل مدربته
انتشرت مقاطع فيديو ومنشورات تحمل عنوان “موت جيسيكا على يد حوت أوركا”، مدعومة بلقطات مثيرة توحي بحدوث مأساة حقيقية.
إلا أن التحقيق في الموضوع أظهر أن هذه المشاهد مقتبسة من أحداث وحوادث أخرى قديمة، وأعيد تجميعها بطريقة مضللة.
كما أن اسم “جيسيكا رادكليف” لم يظهر في أي سجل أو تقرير رسمي يتعلق بحوادث هجوم الحيتان القاتلة.
الحوادث الحقيقية المسجّلة
على الرغم من أن قصة “جيسيكا” ملفقة، فإن التاريخ شهد بالفعل عدة حوادث مأساوية بين حيتان الأوركا والمدربين في أماكن العروض البحرية، ومن أبرزها:
1. حادثة كيلتي بيرن – 1991
في منتزه Sealand of the Pacific بكندا، لقيت المدربة كيلتي بيرن مصرعها بعد أن سحبها ثلاثة حيتان أوركا إلى قاع الحوض ومنعوها من الخروج، مما أدى إلى غرقها.
2. حادثة أليكسيس مارتينيز – 2009
في Loro Parque بجزر الكناري، تعرض المدرب أليكسيس مارتينيز لهجوم قاتل من حوت أوركا يُدعى “Keto” أثناء بروفة عرض، مما تسبب في إصاباته البالغة ووفاته لاحقًا.
3. حادثة دون برانشو – 2010
تُعد من أشهر الحوادث في SeaWorld بالولايات المتحدة، حيث قُتلت المدربة المخضرمة دون برانشو على يد الحوت الشهير “Tilikum” خلال عرض “Dine with Shamu”. وأكد التقرير الطبي أن الوفاة كانت نتيجة الغرق وإصابات جسدية متعددة.
لماذا تنتشر مثل هذه الشائعات؟
يرى خبراء الإعلام أن قصصًا مثل “جيسيكا” تنتشر بسرعة لعدة أسباب، منها:
- استخدام مقاطع فيديو مؤثرة أو صادمة لجذب المشاهد.
- دمج أحداث حقيقية بأسماء وهمية لإضفاء المصداقية.
- الاعتماد على العاطفة والصدمة لجعل القصة أكثر إثارة للمتابعين.
قصة “مقتل المدربة جيسيكا” ما هي إلا إشاعة لا تمت للواقع بصلة، لكنها تستغل أحداثًا حقيقية ومأساوية شهدها مجال عروض الحيتان القاتلة على مر السنين.
وفي حين تظل هذه الحوادث نادرة، فإنها تثير دائمًا الجدل حول سلامة العمل مع الحيوانات البحرية الضخمة، خاصة داخل بيئة الأسر.
ظهرت المقالة حوت الاوركا يقتل مدربته.. قصة موت جيسيكا الحقيقية أولاً على أحداث العرب.
