ديانة زياد الرحباني مسلم أم مسيحي – Bundlezy

ديانة زياد الرحباني مسلم أم مسيحي

في قلب المشهد الثقافي اللبناني والعربي، يبرز اسم زياد الرحباني كواحد من أكثر الفنانين إثارة للجدل والتأثير في العقود الخمسة الأخيرة. هو ابن أسطورة الموسيقى عاصي الرحباني، وأيقونة الصوت العربي السيدة فيروز، غير أن حضوره الفني لم يكن امتدادًا تقليديًا لهذه السلالة، بل تمرّد واعٍ صنع منه صوتًا مختلفًا، نقديًا، ساخرًا، ومتفردًا.

وُلد زياد في الأول من يناير عام 1956 في بلدة أنطلياس بمحافظة جبل لبنان، وترعرع في بيت فني استثنائي شكّل محضنًا للإبداع منذ طفولته. كان محاطًا يوميًا بفنانين، موسيقيين، كتاب، وأجواء عمل مسرحي إذاعي لا تتوقف. لم يكن غريبًا أن يدخل عالم الفن مبكرًا، فشارك منذ مراهقته في أعمال والده وعمه منصور الرحباني، ثم سرعان ما انفصل فنيًا عن تلك المدرسة الكلاسيكية وبدأ ببناء عالمه الخاص.

ديانة زياد الرحباني مسلم أم مسيحي

صعود زياد جاء من رحم الحرب الأهلية اللبنانية، فكان صوته المختلف الذي واجه القهر، الطائفية، واللامعقول اللبناني بسخرية دامعة. تأثر بموسيقى الجاز الأميركية، وبكتاب المسرح السياسي الساخر، وابتكر لونًا فنيًا فريدًا من نوعه يمزج بين الأغنية الحديثة، والحوار المسرحي الذكي، والنقد الاجتماعي الجريء. في مسرحياته الشهيرة مثل “بالنسبة لبكرا شو” و”فيلم أميركي طويل”، استطاع أن يرصد انهيار القيم في المجتمع اللبناني من الداخل، بلغة شعبية مشحونة بالمعاني، تعكس مأساة شعب يعايش الطوائف والموت والسياسة الفاسدة.

ديانة زياد كانت موضوع تساؤلات كثيرة خلال مسيرته، وقد حُسم الأمر بشكل قاطع خلال شهادة قدّمها أمام المحكمة عام 2006، حيث صرّح بأنه مسيحي ماروني، تمامًا كوالديه عاصي الرحباني وفيروز. غير أن مواقفه اليسارية الجذرية، وانتماءه الفكري للماركسية، جعلت منه شخصية مشاكسة دينيًا وسياسيًا في نظر الكثيرين، حتى داخل بيئته الثقافية.

ديانة زياد الرحباني
ديانة زياد الرحباني

لم تكن حياة زياد الشخصية أقل تعقيدًا من فنه. تزوج من الصحفية دلال كرم، وأنجب منها ابنًا، قبل أن ينفصلا لاحقًا. وعلى مدار سنوات، ارتبط اسمه بعلاقات وجدلية دائمة مع الإعلام، سواء عبر تصريحاته اللاذعة أو مواقفه السياسية الحادة. كان مؤمنًا بأن الفنان لا يجب أن يكون محايدًا، وكان يردد دائمًا أن “الحياد خيانة في زمن القتل”.

أنتج زياد الرحباني خلال مسيرته عشرات الأغاني الأيقونية، سواء بصوته أو بصوت فيروز، وكان بعضها من أكثر ما تعلق به الجمهور مثل “عودك رنان”، “بما إنو”، و”كيفك إنت”، فضلاً عن أعماله المسرحية التي أصبحت مراجع في المسرح السياسي العربي.

توفي زياد الرحباني في السادس والعشرين من يوليو 2025 عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد معاناة صحية طويلة. وقد نُعي بكلمات مؤثرة من قبل شخصيات ثقافية عربية ولبنانية، مشيدين بما قدّمه من إرث موسيقي ومسرحي لا يُنسى.

رحل زياد، لكن صوته الجريء، ونبرته الساخرة، وموسيقاه المتمردة، ستبقى جزءًا من ذاكرة اللبنانيين، ومرايا لا تزال تُظهر قبح الواقع وصمته، وجمال التمرد على الخنوع.

ظهرت المقالة ديانة زياد الرحباني مسلم أم مسيحي أولاً على أحداث العرب.

About admin