في مشهدٍ درامي يختزل سنواتٍ من مجد الحكم ونفوذ السياسة، غادر الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي منزله الأنيق في باريس، متوجهًا إلى سجن “لا سانتيه”. لم يكن هذا ختاماً عادياً لحكاية رجل سياسي مخضرم، بل كان تجسيداً لانكسار السلطة أمام القانون، وسط حضورٍ لافت لامرأة وقفت إلى جانبه في لحظة الوداع المريرة. كارلا بروني، السيدة الأولى السابقة، كانت حاضرة لتشارك زوجها هذه اللحظة، وهي التي لطالما كانت جزءاً من الصورة البراقة التي أحاطت بحكم ساركوزي. فمن هي كارلا بروني، وكيف تلقت خبر السجن، وماذا كانت تفعل في تلك الأيام العصيبة؟.
كارلا بروني، الإيطالية الأصل، هي شخصية متعددة المواهب والاهتمامات، فقد كانت عارضة أزياء عالمية، ثم تحولت إلى مغنية وكاتبة أغانٍ ناجحة، قبل أن تصبح سيدة فرنسا الأولى بعد زواجها من ساركوزي في عام 2008. هذه الخلفية الفنية والشخصية المميزة منحتها حضوراً إعلامياً قوياً ومختلفاً عن سيدات فرنسا الأوليات السابقات. كان زواجهما حدثاً أثار جدلاً واسعاً، ليس فقط لاختلاف خلفياتهما، بل لسرعة ارتباطهما بعد انفصال ساركوزي عن زوجته السابقة، سيسيليا. ورغم الانتقادات، استطاعت كارلا أن تفرض نفسها كشخصية مستقلة، مع احتفاظها بلقب “السيدة الأولى”، لتنجب منه طفلتهما “جوليا” في عام 2011.
خبر سجن ساركوزي كان بمثابة زلزال في حياة بروني، التي لطالما عرفت بدفاعها الشرس عن زوجها. فلم تكتفِ بالتعبير عن سخطها بشكل عاطفي، بل قامت بتصرفات رمزية أظهرت غضبها ورفضها للحكم.
وفي إحدى المرات، تداولت وسائل الإعلام فيديو يظهرها وهي تنزع غطاء الميكروفون التابع لموقع “ميديا بارت”، الذي كان له دور رئيسي في كشف فضيحة التمويل الليبي لحملة ساركوزي. هذه الحركة التلقائية كشفت عن حجم الضغط الذي كانت تعانيه، كما أظهرت دعمها الكامل لزوجها، حتى في أحلك اللحظات.
وفي الأيام التي سبقت تنفيذ الحكم، كانت بروني بجانب زوجها، تؤازره في محنته.
وفي يوم الذهاب إلى السجن، التقطت الكاميرات صورة مؤثرة لهما، وهما يمسكان بأيدي بعضهما البعض، في لحظة وداع بدا فيها الألم واضحاً على ملامحهما. هذا المشهد لم يكن مجرد صورة عابرة، بل كان تلخيصاً لقصة حب وزواج بدأ في قمة السلطة وانتهى في لحظة انكسار أمام جبروت القانون. هذه اللحظات كشفت عن جانب إنساني مختلف في حياة سيدة فرنسا الأولى السابقة، التي اعتادت أن تكون محط أنظار العالم بسبب أناقتها وأسلوب حياتها الفني.
بعد تنفيذ الحكم، نشرت بروني رسالة غامضة على وسائل التواصل الاجتماعي، أشارت فيها إلى صعوبة الوضع الذي يمر به زوجها وعائلتها. هذه الرسالة، التي جاءت بعد فترة من الصمت، كانت بمثابة تعبير عن مرارة اللحظة، وتأكيد على أن حياة ساركوزي لم تعد كما كانت، وأن السيدة الأولى السابقة تواجه تحديات جديدة في مسار حياتها، بعيداً عن أضواء السلطة ونفوذ السياسة.
التدوينة زوجة نيكولا ساركوزي تصطحبه في السجن (فيديو) ظهرت أولاً على المقال نيوز.
