في الفترة الأخيرة، تصدر اسم سارة الخنيزان عناوين الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد مشهد استقبالها المؤثر لزوجها حميدان التركي فور وصوله إلى مطار الرياض، عقب الإفراج عنه في الولايات المتحدة بعد سنوات طويلة من السجن.
هذه اللحظة التي وثقتها عدسات الكاميرات لم تكن مجرد لقاء زوج بزوجته، بل كانت قصة وفاء وصبر امتدت لما يقارب عقدين من الزمن.
سارة الخنيزان ويكيبيديا
تنحدر سارة محمد الخنيزان من مدينة رفحاء شمال المملكة العربية السعودية، في أوائل التسعينيات، ارتبطت بزوجها حميدان التركي الذي كان حينها مبتعثًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال دراسته العليا في مجال الصوتيات واللغويات.
منذ بداية حياتهما الزوجية، وقفت سارة إلى جانب زوجها في رحلة الاغتراب، وانتقلت معه للعيش في ولاية كولورادو، حيث أسسا حياتهما هناك ورُزقا بخمسة أبناء: تركي، لمى، نورة، أروى، وربى.

الحياة في أمريكا
واجهت سارة تحديات كبيرة في حياتها بأمريكا، فقد كان عليها التأقلم مع بيئة جديدة وثقافة مختلفة، مع الحرص على تربية أبنائها وفق القيم والعادات التي نشأت عليها.
وخلال هذه الفترة، لعبت دور الزوجة الداعمة والأم الحاضنة، فكانت تدير شؤون البيت وتوازن بين رعاية أسرتها ومساندة زوجها في مسيرته العلمية.
الاعتقال والصدمة
في عامي 2004 و2005، تعرضت العائلة لحدث مفصلي عندما اعتقلت السلطات الأمريكية حميدان التركي على خلفية اتهامات تتعلق بخادمة إندونيسية.
كما طالت التهم سارة، لكنها أُسقطت لاحقًا لعدم كفاية الأدلة، ومع ذلك، كان على سارة أن تواجه واحدة من أصعب قرارات حياتها: مغادرة الولايات المتحدة مع أبنائها إلى السعودية، تاركة زوجها خلف القضبان.
منذ ذلك الحين، عاشت سارة الخنيزان حياة مليئة بالصبر والتحدي، حيث تحملت مسؤولية تربية أبنائها وحدها، إلى جانب سعيها الدائم للدفاع عن براءة زوجها.
كانت صوتًا ثابتًا في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، تنشر المناشدات وتشارك في الحملات المطالبة بإطلاق سراحه، دون أن تفقد الأمل في لم شمل أسرتها من جديد.
لحظة الفرج
بعد قرابة عشرين عامًا، تحقق الحلم، في 8 أغسطس 2025، استقبلت سارة زوجها حميدان التركي في مطار الرياض في مشهد مؤثر، حيث علت أصواتها وهي تقول: “هلا بقلبي هلا بالزين”، لتلخص بكلماتها البسيطة مشاعر الشوق والفرح التي انتظرتها لسنوات طويلة، كان اللقاء مليئًا بالدموع والأحضان، وترك أثرًا عاطفيًا على كل من شاهده.
— فيديوهات منوعة (@EsmailBaher) August 8, 2025
قصة سارة الخنيزان اليوم ليست مجرد فصل في حياة زوجة وأم، بل هي مثال حي على قوة المرأة السعودية وقدرتها على الصمود في وجه الظروف القاسية.
لقد تحولت إلى رمز للوفاء والإيمان، حيث استطاعت أن تحافظ على بيتها وتربي أبناءها وتدعم زوجها حتى النهاية، ليصبح اسمها مرتبطًا بحكاية صبر تُروى للأجيال.
ظهرت المقالة سارة الخنيزان ويكيبيديا (زوجة حميدان التركي) أولاً على أحداث العرب.