أعلن تطبيق “شقردي”، أحد أبرز التطبيقات السعودية المتخصصة في توصيل الطلبات، عن إيقاف نشاطه نهائيًا بعد مسيرة امتدت لست سنوات، قدّم خلالها خدماته لأكثر من 3 ملايين عميل، ونفّذ أكثر من 7 ملايين طلب في 35 مدينة ومحافظة بالمملكة.
وجاء إعلان التوقف عبر حساب التطبيق الرسمي على منصة “إكس”، حيث أوضحت إدارة “شقردي” أن قرار الإغلاق جاء نتيجة المنافسة الحادة واتباع بعض الشركات سياسات حرق الأسعار، ما جعل استمرار التطبيق في السوق أمرًا غير ممكن اقتصاديًا.
وقال البيان إن التطبيق، الذي انطلق مطلع عام 2020 بجهود محلية خالصة، واجه خلال الفترة الأخيرة تحديات متزايدة بسبب الإنفاق الكبير والممارسات التسويقية غير المستدامة من قبل بعض المنافسين، مضيفًا أن مثل هذه السياسات تضعف فرص الشركات المحلية الصغيرة وتفتح الباب أمام الاحتكار المستقبلي في السوق.
يُذكر أن تطبيق “شقردي” مملوك لشركة سَفَري للتجارة والتسويق، وهي شركة مساهمة مقفلة مقرها مدينة الخبر، يبلغ رأسمالها 12 مليون ريال سعودي، وقد تمكن منذ تأسيسه من تحقيق انتشار واسع داخل المملكة، مستفيدًا من النمو الكبير الذي شهده قطاع توصيل الطلبات الإلكترونية في السنوات الأخيرة.
ويرى مراقبون أن خروج “شقردي” من السوق يسلّط الضوء على إشكالية المنافسة غير المتكافئة في القطاع، إذ تعتمد بعض الشركات الكبرى على سياسات خفض الأسعار بشكل مبالغ فيه لفترات طويلة، ما يؤدي إلى إقصاء المنافسين المحليين قبل أن تُرفع الأسعار لاحقًا بعد الاستحواذ على الحصة الأكبر من السوق.
وفي هذا السياق، يؤكد خبراء الاقتصاد أن ما حدث مع “شقردي” ليس مجرد نهاية لتطبيق سعودي ناجح، بل جرس إنذار يدعو إلى ضرورة إيجاد آليات رقابية وتنظيمية تحافظ على عدالة المنافسة واستدامة السوق، مشيرين إلى أن الاقتصادات القوية تُبنى على تعدد اللاعبين وتوازن القوى، لا على سيطرة طرف واحد مهما بلغت قدرته المالية.
وعلى هذا النحو يعلن “شقردي” إنهاء صفحة من قصص النجاح السعودي في عالم التطبيقات، تاركًا خلفه تساؤلات عميقة حول مستقبل المنافسة في قطاع التقنية والخدمات الرقمية داخل المملكة، ومدى الحاجة إلى حماية المنظومة المحلية من ممارسات الهيمنة المالية التي قد تُهدد تنوع السوق وتنافسيتها.
التدوينة سبب إيقاف نشاط تطبيق شقردي توصيل في السعودية؟ ظهرت أولاً على المقال نيوز.