سبب اعتقال الوزيرة كندة الشماط في سوريا
سبب اعتقال الوزيرة كندة الشماط
في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها منذ أعوام، أعلنت السلطات السورية توقيف وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السابقة كندة الشماط، على خلفية ما عُرف بملف “أطفال المعتقلين”، في إطار تحقيقات رسمية تهدف إلى كشف مصير آلاف القاصرين الذين اختفوا في دور الرعاية خلال فترة حكم النظام السابق.
ووفق بيان صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، تم توقيف الشماط وعدد من الشخصيات التي تولّت إدارة دور الرعاية والجمعيات الاجتماعية، عقب تشكيل لجنة تحقيق خاصة بموجب القرار رقم /1806/ لعام 2025، لمتابعة أوضاع أبناء وبنات المعتقلين والمغيبين قسراً، الذين فقدوا خلال فترة اعتقال ذويهم.
الملف الثقيل والمغلق منذ سنوات
يُشتبه في تورط كندة الشماط – التي تولت وزارة الشؤون بين عامي 2014 و2015 – في التجاوزات التي ارتُكبت خلال إدارتها، لا سيما في ما يتعلق بسوء إدارة ملفات الأطفال المنفصلين قسراً عن عائلاتهم، والذين جرى تحويلهم إلى مؤسسات رعاية تُدار من قبل الوزارة. وتثير هذه القضية جدلاً واسعًا، إذ تشير التقارير الحقوقية إلى أن عدداً كبيراً من الأطفال تعرضوا للإخفاء القسري أو التبني غير القانوني، وسط تغييب للرقابة وغياب شبه تام للمساءلة.
اقرأ أيضًا: مقطع فيديو مجد جرادات فضيحة مع ذات البرتقالة تيليجرام الأعلى مشاهدة في سوريا
شهادات ميدانية ومعطيات أولية فجّرت الملف
اللجنة المُشكّلة باشرت عملها بناءً على شهادات ومعطيات جُمعت خلال الأشهر الماضية، تتحدث عن عمليات نقل ممنهجة للأطفال من مراكز الاحتجاز إلى دور رعاية مغلقة، من دون علم ذويهم، مع فقدان ملفاتهم وهوياتهم. ويُعتقد أن فترة تولي الشماط الوزارة كانت من أكثر الفترات التي شهدت مثل هذه العمليات، في ظل الفوضى الأمنية والحقوقية التي ضربت البلاد.
مسار التحقيق: هل تملك الشماط الأجوبة؟
لا تزال التحقيقات في مراحلها الأولية، لكن توقيف الشماط يُعتبر مؤشراً واضحاً على نية السلطات فتح الملفات المغلقة وكشف المتورطين. ومع تصاعد الضغوط الداخلية والدولية، يُطرح السؤال الأكبر: هل ستدلي الوزيرة السابقة بشهادتها الكاملة حول ما جرى؟ وهل تملك المعلومات الكافية حول مصير مئات الأطفال الذين كانوا تحت إشراف وزارتها؟
خلفية عن الوزيرة الموقوفة
كندة الشماط، من مواليد بلدة سرغايا في ريف دمشق عام 1973، حاصلة على دكتوراه في القانون الخاص، وكانت واحدة من أبرز الوجوه القانونية التي تولت مناصب حكومية في فترة الحرب السورية. سبق لها أن عملت مع منظمات دولية وهيئات حقوقية، وأعدّت أبحاثاً في قضايا الأطفال والنساء خلال النزاعات. إلا أن أداؤها الوزاري بات اليوم محل مساءلة، في ظل ما يوصف بـ”الفشل الذريع” في حماية الأطفال الأشد ضعفًا.
ظهرت المقالة سبب اعتقال الوزيرة كندة الشماط في سوريا أولاً على أحداث العرب.