في مشهد درامي داخل أروقة قاعة محكمة “تشاغليان” بإسطنبول، ظهرت مديرة أعمال الفنانين الشهيرة عائشة باريم باكية لأول مرة منذ توقيفها قبل خمسة أشهر، لتُعلن أمام القضاة والجمهور: “أطالب بحقي في الحياة وكرامتي”. لكنها خرجت من الجلسة بقرار صادم: استمرار حبسها حتى موعد الجلسة المقبلة في 1 أكتوبر.
عائشة باريم.. اتهامات تهز الوسط الفني
عائشة باريم، التي أسست عام 2002 شركة ID İletişim لإدارة أعمال أبرز نجوم الفن التركي، وجدت نفسها في قلب قضية سياسية معقدة تعود جذورها إلى احتجاجات غيزي الشهيرة عام 2013. إذ تتهمها السلطات التركية بالمشاركة في محاولة الإطاحة بالحكومة، من خلال توجيه فنانين للمشاركة في تلك التظاهرات. وهي تهم شديدة الخطورة تنفيها باريم بشكل قاطع.
التوقيف الرسمي جاء في 27 يناير 2025 بعد أسابيع من التحقيقات التي بدأت في 10 يناير، وشهدت شهادات مؤثرة من فنانين تعاملوا معها لسنوات، منهم سيريناي ساريكايا، دنيز إيشن، ونيديم صبان. كما وُجّهت لها اتهامات بالإخلال بحرية العمل والابتزاز، وأُدرج اسمها على قوائم الممنوعين من السفر.
حالة صحية تلامس الخطر
لكن ما جعل جلسة اليوم محط اهتمام واسع هو الوضع الصحي الحرج الذي تواجهه باريم داخل سجن مرمرة (سيليفري سابقاً). فقد قدّم فريق دفاعها تقريرًا طبيًا خطيرًا يؤكد أنها فقدت الوعي 4 مرات خلال شهر واحد، وتواجه أمراضًا تهدد حياتها، منها:
- تمدد في أحد شرايين الدماغ مع خطر حدوث نزيف دماغي.
- تضخم عضلة القلب وقصور شديد في صماماته.
- انسداد خطير في ممرات الدم قد يستدعي عملية زرع قلب.
- اختلال في نبضات القلب يستدعي تركيب جهاز منظم.
وأكد التقرير الطبي أن استمرار حبسها “يُعرض حياتها لخطر الموت أو الشلل أو السكتة الدماغية في أي لحظة”.
دعم فني واسع وحكم سابق على نجوم
الشارع الفني التركي لم يقف صامتًا. فقد حضر الجلسة عدد من أبرز النجوم دعمًا لباريم، منهم خالد أرغنش، بيرغوزار كوريل، سيريناي ساريكايا، هانده أرشيل، وزيرين تيكيندور، الذين بدا التأثر واضحًا على وجوههم بعد صدور القرار بتمديد توقيفها.
ولم تكن هذه القضية الأولى التي تهز الوسط. ففي وقت سابق، أصدرت المحكمة حكمًا بالسجن سنة و8 أشهر على الممثل ريزا كوجاوغلو، وسنة و10 أشهر على خالد أرغنش، بتهمة الإدلاء بشهادات زور ضمن الملف نفسه، قبل أن يتم تأجيل تنفيذ الأحكام.
من هي عائشة باريم؟
عائشة باريم، المولودة عام 1970، تُعد من أبرز الأسماء في صناعة الفن بتركيا. أسست شركة ID İletişim، التي أدارت مسيرة فنانين من العيار الثقيل مثل فهرية أفجين، أصلي أنفر، علي أتاي، ميرفي ديزدار، ونجاة إشلر. وقبل توقيفها، كانت قد أعلنت انسحابها من الإدارة اليومية للشركة للتفرغ للإنتاج الفني، وشاركت في أعمال بارزة مثل مسرحية “أليس”.
اليوم، تقف عائشة باريم في مواجهة مصير قانوني وصحي غامض، وسط تساؤلات حول مستقبلها المهني والإنساني، وضغوط متزايدة للإفراج عنها… فهل تمنحها الجلسة القادمة فرصة للحياة؟
ظهرت المقالة سبب سجن عائشة باريم.. قصتها كاملة أولاً على أحداث العرب.
