في ليلةٍ خيّم عليها الذهول، استفاقت العاصمة صنعاء على فاجعة جديدة تُضاف إلى سلسلة الجرائم التي تعصف بالمدينة، بعد أن قُتلت الدكتورة وفاء صدام حامد المخلافي، الأكاديمية والناشطة المعروفة، في حادثة سطو مسلح تحوّلت إلى جريمة قتل بشعة هزّت الرأي العام اليمني.
تقول مصادر محلية إن الدكتورة وفاء كانت قد خرجت من أحد مكاتب الصرافة في حي الحصبة بعد استلامها حوالة مالية قدرها 10 آلاف دولار. لم تكن تعلم أن دقائق قليلة تفصلها عن مصير مأساوي. فعند عودتها إلى منزلها، اعترض طريقها مسلحون يستقلون سيارة بدون لوحات، حاولوا انتزاع المبلغ منها عنوة، لكن مقاومتها الصلبة أربكتهم، فبادروا بإطلاق النار عليها من مسافة قريبة، لتسقط غارقة في دمائها.
لم يكتفِ الجناة بذلك، إذ أصابوا أحد المواطنين الذين حاولوا التدخل لإنقاذها، قبل أن يفرّوا هاربين تاركين خلفهم مشهدًا مروّعًا هزّ سكان الحي.
الخبر انتشر كالنار في الهشيم، وأشعل موجة غضب واسعة في الأوساط الأكاديمية والمجتمعية. نعَاها طلابها وزملاؤها بحرقة، مستذكرين سيرتها الطيبة ونشاطها في خدمة التعليم والعمل الإنساني، فيما وصفها ناشطون بأنها من “الوجوه النسائية التي آمنت بأن المعرفة قادرة على مقاومة الخراب”.
وطالب حقوقيون سلطات صنعاء بفتح تحقيق عاجل في الجريمة، والكشف عن الجناة دون تهاون، محذرين من أن استمرار الانفلات الأمني جعل حياة المدنيين في مهبّ الخطر، بينما تتحول العاصمة يوماً بعد آخر إلى ساحة مفتوحة للفوضى وجرائم السطو والاغتيال.
رحيل الدكتورة وفاء المخلافي لم يكن مجرد حادثة قتل؛ بل مرآة لمدينة تفقد أمنها رويدًا رويدًا، حيث لم تعد رصاصات الليل تفرّق بين عالمٍ وأستاذة جامعية أو بين مواطن بسيط يعبر الطريق في الوقت الخطأ.
التدوينة سبب مقتل الدكتورة وفاء المخلافي في صنعاء ظهرت أولاً على المقال نيوز.
