شهدت محركات البحث خلال الساعات الماضية ارتفاعًا ملحوظًا في التساؤلات حول السبب الذي أدى إلى إيقاف المذيع السعودي المعروف سليمان العيدي عن الظهور الإعلامي في وقتٍ سابق، وهي الحادثة التي تعود إلى بدايات مسيرته المهنية، لكنها لا تزال تُروى حتى اليوم كمثال على دقة اللغة ومحاسبة الإعلاميين على كل لفظ يُقال.
سبب منع المذيع سليمان العيدي
في عام 1403 هجريًا، وبينما كان العيدي يُقدم أحد الفواصل الإخبارية على شاشة التلفزيون السعودي الرسمي، ورد في سياق قراءته خبرًا حول تحري هلال شهر رمضان، دعوة للمواطنين بالتوجه إلى المحكمة العليا، وقال حينها: «…والتوجه لأقرب محكمة فيها قاضٍ لإثبات الشهادة».
هذه الكلمة البسيطة – “قاضٍ” – كانت كفيلة بإحداث أزمة كبرى، لم يتوقعها العيدي، الذي كان يرى أن الكلمة سليمة لغويًا ومستخدمة بشكل صحيح في السياق الرسمي.
اتصال مفاجئ من وزارة الإعلام
بعد بث الخبر، لم تمضِ ساعات حتى تلقى العيدي اتصالًا من وكيل وزارة الإعلام حينها، محمد حيدر مشيخ، الذي عبّر عن اعتراضه على استخدام الكلمة بهذا الشكل، معتبرًا أن الصحيح هو “قاضي” وليس “قاضٍ”، رغم أن الكلمة الأولى تعتبر في اللغة “خبرًا” والثانية “اسمًا منصوبًا بالتنوين”.
العيدي حاول الدفاع عن موقفه، لكنه صُدم بقرارٍ إداري مباشر:
إيقافه عن العمل الإعلامي لمدة شهرين.
قرار بالإيقاف.. ورد فعل مفاجئ
رغم أن العيدي كان يرى أن موقفه صحيح لغويًا، إلا أن المسؤول اعتبر دفاعه نوعًا من “التفلسف”، وقال له حرفيًا: “إحنا ما نبغاك تتفلسف، إحنا نبغى الكلمة اللي تُقال رسميًا”.
وهكذا تم إبعاده عن الشاشة لمدة شهرين كاملين، في قرار لم يكن متوقعًا بالنظر إلى بساطة الكلمة، لكنه عكس في الوقت نفسه حساسية الإعلام الرسمي تجاه الألفاظ المستخدمة، وخاصة في تلك الحقبة.

عودة بعد تدخلات شخصية
بعد فترة من الإيقاف، جرت عدة وساطات أعادت العيدي إلى عمله الإعلامي، ليواصل مشواره الذي استمر لعقود، أصبح خلالها أحد أبرز وجوه الشاشة السعودية، وأكثرهم احترامًا من الجمهور.
وفي لقاء حديث ضمن بودكاست “مسيان”، روى العيدي القصة بنفسه، وأكد أنه لا يحمل ضغينة تجاه أحد، لكنه يرى أن المذيع يتحمل مسؤولية لغوية وثقافية كبيرة، يجب أن تُقدّر وتُفهم في سياقها الصحيح.
طالع أيضاً: من هو بشير غنيم الفنان السعودي المعروف
ظهرت المقالة سبب منع المذيع سليمان العيدي.. تعرف على السبب الحقيقي أولاً على أحداث العرب.