وُلدت دون تيريز برانشو (اسمها قبل الزواج: لوڤيردي) في 16 أبريل 1969 بمدينة سيدار ليك بولاية إنديانا الأمريكية، وكانت أصغر إخوتها الستة. منذ طفولتها حلمت بأن تصبح مدربة لحيتان الأوركا، بعدما شاهدت عرض “شامو” الشهير أثناء عطلة عائلية في أورلاندو.
قصة دون برانشو كاملة
حصلت على شهادتين في علم النفس وسلوك الحيوان من جامعة ساوث كارولينا، وعملت قبل انضمامها إلى سي وورلد مع الدلافين في حديقة “سيكس فلاغز” بنيوجيرسي. عام 1994 التحقت بـ سي وورلد أورلاندو، لتبدأ العمل أولًا مع ثعالب البحر وأسود البحر، قبل أن تنتقل لتدريب الأوركا عام 1996، وهو العام نفسه الذي تزوجت فيه من المتزلج المائي الاستعراضي سكوت برانشو.
خلال 15 عامًا، أصبحت وجهًا إعلاميًا بارزًا لسي وورلد، وقادت تطوير عرض “شامو” على مدى ثلاث سنوات، وكانت تحافظ على لياقتها عبر الجري وركوب الدراجات ورفع الأثقال، إدراكًا منها لخطورة التعامل مع هذه الحيوانات الضخمة.
يوم المأساة – 24 فبراير 2010
في ذلك اليوم، كانت برانشو تؤدي عرضًا بعنوان “العشاء مع شامو” أمام جمهور يتناول وجبته على مقربة من المسبح. كانت تداعب الحوت القاتل العملاق تيليكوم – أكبر حوت في سي وورلد أورلاندو، والبالغ وزنه أكثر من 5 أطنان، والذي كان قد تورط سابقًا في حادثتي وفاة.
أثناء وجودها على منصة منخفضة مغطاة بالماء، انحنت لمداعبة رأس تيليكوم. فجأة، وبحسب شهود، أمسك بها إما من شعرها المربوط على شكل ذيل حصان أو من ذراعها، وسحبها إلى عمق الماء بسرعة هائلة.
استمرت محاولات الموظفين لإلهائه عبر رمي الطعام واستخدام الشباك، لكن الحوت تنقل بها بين أحواض المجمع، ورفض تركها. بعد نحو 45 دقيقة، أفرج عن جسدها في الحوض الطبي.
نتائج التحقيقات الطبية
أظهر التشريح أن الوفاة نتجت عن الغرق وإصابات رضية بالغة، شملت:
- كسر في الفك والضلوع وفقرات العنق.
- قطع كامل لفروة الرأس.
- بتر الذراع اليسرى.
- خلع في الركبة اليسرى.
ردود الفعل والتغييرات
حادث برانشو كان نقطة تحول في تاريخ سي وورلد:
- مُنع المدربون نهائيًا من السباحة مع الأوركا أثناء العروض.
- تدخلت إدارة السلامة والصحة المهنية الأمريكية (OSHA) وفرضت غرامة 75 ألف دولار لخرق معايير السلامة، معتبرة أن العمل مع الأوركا ينطوي على خطر مميت لا يمكن إزالته تمامًا.
- خاضت سي وورلد معارك قضائية حتى 2014 لمحاولة إعادة العروض المائية مع المدربين، لكنها خسرت.
تيليكوم وسجله السابق
تيليكوم كان قد ارتبط بوفاتين قبل حادث برانشو:
- كيلتي بيرن (1991) – مدربة في كندا.
- دانيال دوكس (1999) – متسلل وُجد ميتًا على ظهره في الحوض.
وبذلك أصبحت برانشو الضحية الثالثة له.
في الإعلام والسينما
حادثتها شكل جزءًا محوريًا في الفيلم الوثائقي “بلاك فيش” (Blackfish – 2013)، الذي سلط الضوء على مخاطر احتجاز الأوركا في الأسر. الفيلم أثار موجة غضب عالمية ضد سي وورلد، وتسبب في تراجع شعبيتها وإلغاء عروض فنية، وأدى في النهاية إلى وقف برنامج تربية الأوركا الأسيرة عام 2016.
إرثها الإنساني
أسس أهلها مؤسسة دون برانشو لدعم الأطفال والحيوانات المحتاجة، وتشجيع العمل التطوعي، تخليدًا لذكراها كمدربة كانت شغوفة بعملها ومحبّة للحيوانات.
ظهرت المقالة سبب وفاة دون برانشو.. قصتها كاملة أولاً على أحداث العرب.
