في أزقة كلميمة الجنوبية، حيث تُخْفِيْ الرمال قصص المهمشين، ولد سعيد العنزي تاشفين ليصبح صوتًا لا يُسْكَتْ، حقوقيًّا يُنْبِشُ في جروح الجهة كالجراح الذي يُعْلِمُ الجرح قبل أن يُشْفِيَهُ. من خريج كلية الآداب بمكناس إلى باحث في سوسيولوجيا الهوية، تحول هذا الرجل الخمسيني إلى ناطق رسمي لأكاديمية الجهة، يُصْرُخُ من الهامش ليُسْمِعَ الجميع صرخات الذين يُنْسَوْنَ في درعة تافيلالت. لم يكن سعيد مجرد مثقف؛ كان نجمًا في برامج مثل “بدون لغة خشب”، حيث ردَّ على رضوان الرمضاني بجرأة: “أنا صاحب جائزة نوبل في تاعياشت!”، مُضْحِكًا الجمهور بينما يُشْرِحُ واقعًا قاسيًا يُهْدِّدُ الهوية المغربية الجنوبية.
ولد سعيد العنزي تاشفين في مدينة كلميمة، ضواحي الراشيدية، في بيئة جنوبية شكلت وعيه بالهامش، حيث تعلَّمَ أن “الارتقاء بالمهمشين مدخل لخدمة الوطن”. خريج كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة مكناس، ثم جامعة محمد الخامس بالرباط، حيث تخصَّصَ في سوسيولوجيا الهوية، أصبح باحثًا يُنْاقِشُ مفهوم “المثقف” كـ”رمز النضال في أسامر المهمش”. لم يقتصر نشاطُهُ على الكتب؛ بل امتدَّ إلى الحقوق، حيث أصبح ناطقًا رسميًّا لأكاديمية الجهة، يُسْلِّطُ الضوء على قضايا مثل ندرة المياه في درعة تافيلالت، قائلًا في مقابلة: “هذه ليست مجرَّد مشكلة مياه، بل جراح هوية تهدِّدُ الجنوب”.
في برنامج “بدون لغة خشب” مع رضوان الرمضاني، أمسَحَ سعيد الخشبَ بكلامه الصريح، مُجِيبًا على سؤال عن “تعياشت” بـ”فاش سولوا عليها؟ أنا صاحب نوبل فيها!”، مُضْحِكًا الجمهور بينما يُنْقِدُ الفشل في استثمار التاريخ المغربي. وفي “صرخات من الهامش”، حلَّ ضيفًا على جريدة الاقتصاد، يُشَرْحُ واقع الجهة بلا تلاعب، مُؤَكِّدًا أن “المثقف الحقيقي يبدأ من الهامش”. على فيسبوك، يُنْاقِشُ سعيد قضايا الهوية، مُشِيدًا بـ”رمز النضال في أسامر المهمش”، ويُثِيرُ الجدل حول “هل نحن كمغاربة نستثمر في تاريخنا؟”، في حوارات تجمع بين الضحك والألم.
مع انتشار مقابلاته على يوتيوب وإنستغرام، أصبح سعيد العنزي تاشفين رمزًا للنضال الجنوبي، يُذَكِّرُ المغرب بأن “الهوية ليست كلمات، بل صرخات من الهامش”. هل سيستمر صوته في الارتفاع، أم سيُسْتَضْعَفُ في زحمة السياسة؟ الجنوب يترقب، والمثقفون يُصْفِقُون.
التدوينة سعيد العنزي تاشفين.. معلومات تكشف لأول مرة عنه ظهرت أولاً على المقال نيوز.
