في ظهور طال انتظاره بعد غياب دام تسع سنوات عن الساحة المغربية، أحيت الفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب حفلاً غنائيًا ضخمًا في ختام مهرجان موازين بدورته العشرين، إلا أن عودتها لم تمر دون إثارة للجدل، بعدما تعرضت لموجة من الانتقادات الحادة على خلفية بدايتها الغنائية باستخدام “البلاي باك”، الأمر الذي دفع جمهورها إلى الهتاف والمطالبة بالأداء الحي.
لكن خلف الكواليس، كانت هناك رواية أخرى، كشفتها التفاصيل الطبية والفنية على لسان فريقها وممثليها القانونيين، مفادها أن ما جرى كان استثنائيًا بكل المقاييس، وأن شيرين غنت من قلب أوجاعها، متحدّية تحذيرات الأطباء والعواصف الترابية التي ضربت موقع الحفل في الهواء الطلق.
أداء مباشر رغم الوعكة
الدكتور نبيل عبدالمقصود، الطبيب المعالج للفنانة، أكد في مداخلة مع برنامج “صباح العربية” أن شيرين قدّمت حفلاً مدهشًا استمر لأكثر من ساعتين وربع، أدّت خلاله 23 أغنية بصوتها المباشر، باستثناء الدقائق الست الأولى التي استعانت فيها بالبلاي باك، موضحًا أن تلك البداية لم تكن إلا نتيجة لوعكة صحية باغتتها صباح يوم الحفل.
وأوضح الطبيب أن شيرين كانت في حالة ممتازة لحظة وصولها إلى المغرب، حيث حضرت قبل الموعد بيومين، وكانت متشوّقة للقاء جمهورها المغربي، إلا أن حالتها الصحية تدهورت فجأة قبل الحفل، ما دفع الأطباء لنصحها بالاعتذار، لكنها رفضت، مُصرّة على الوفاء بوعدها رغم كل الظروف المناخية والصحية القاسية.
الدفاع عن شيرين
عبدالمقصود قال بصراحة: “لا أجد أي مبرر لهذا السيل من الانتقادات، شيرين غنّت 23 أغنية مباشرة، وهذا إنجاز في حد ذاته، خصوصًا في تلك الظروف.” وناشد الجمهور بدعمها بدلاً من مهاجمتها، مؤكدًا أن الفنانة تعمل حاليًا على تحضير أغانٍ جديدة في أجواء من الشغف والعطاء الفني المستمر.
من جهته، أصدر المستشار ياسر قنطوش، محامي شيرين، بيانًا ناريًا أكد فيه أن موكلته تتعرّض لما وصفه بـ”حملة ممنهجة” تستهدف النيل من نجاحها. وأوضح أن الهجوم ليس عفويًا، بل تقف خلفه جهات معروفة، مشيرًا إلى أن الفريق القانوني سيرد عبر الطرق القانونية على كل التجاوزات التي تضمنت إساءات شخصية.
“فين اللايف؟”.. هتافات ثم تصفيق
ورغم أن بداية الحفل لم ترقَ لتوقّعات الجمهور، حيث امتلأت المنصات الرقمية بمقاطع تعكس استياء الحضور بسبب استخدام “البلاي باك”، فإن شيرين ما لبثت أن استجابت سريعًا للهتافات التي طالبتها بالأداء الحي، لتُشعل المسرح بمجموعة من أشهر أغانيها مثل “آه يا ليل” و”على بالي” و”أنا مش بتاعة الكلام دا”، وسط تفاعل صاخب وحماسي غطّى على أي بداية متعثرة.
فنانة في مواجهة العاصفة
حفل شيرين في مهرجان موازين كان أكثر من مجرد أمسية فنية، بل كان صراعًا بين الإصرار والظروف، حيث اختارت أن تواجه المرض والعاصفة والغضب في آن واحد، لتثبت – مرة أخرى – أن حضورها الفني لم يُطفئه الغياب، وأنها لا تزال قادرة على إثارة الجدل، حتى وهي تقف شامخة وسط العاصفة.
ظهرت المقالة شيرين عبدالوهاب ترد على الانتقادات: 23 أغنية في ساعتين رغم المرض والعواصف أولاً على أحداث العرب.
