تزايد الحديث في الأيام الأخيرة عن الإعلامي السعودي عبدالعزيز الخميس، بعدما تصدر اسمه النقاشات العامة إثر ظهوره المفاجئ تحت قبة الكنيست الإسرائيلي، حيث ألقى كلمة دعا فيها لما وصفه بـ”السلام المبني على المصالح”.
هذا الحدث لم يكن الأول في سلسلة المواقف التي صنعت من الخميس شخصية مثيرة في الوسط الإعلامي والسياسي الخليجي، لكنّه بالتأكيد كان الأكثر إثارة وصدى.
عبدالعزيز الخميس ويكيبيديا
وُلد عبدالعزيز بن عبدالمحسن الخميس عام 1961 في العاصمة السعودية الرياض، وينتمي إلى قبيلة تميم العريقة المتجذرة في منطقة سدير.
نشأ في بيئة محافظة كانت تعيش آنذاك حالة من التحول الثقافي، وهو ما انعكس على اهتماماته المبكرة بالكتابة والعمل الإعلامي، وفي مرحلة لاحقة، اختار أن يدرس الصحافة خارج المملكة، فتوجّه إلى لندن، حيث نال شهادة البكالوريوس من كلية موريس عام 1984.
تجربة العيش والدراسة في المملكة المتحدة كان لها تأثير بالغ في تكوين شخصيته المهنية، خصوصًا من حيث exposure للإعلام الغربي والنقاشات الفكرية المتنوعة.

مسيرة إعلامية مبكرة وتحولات فكرية
بدأ الخميس مشواره المهني قبل تخرجه، إذ التحق بصحيفة “الجزيرة” السعودية عام 1980، ثم انتقل بعدها إلى “السياسة” الكويتية، وواصل حضوره عبر صفحات “اليوم” و”اليمامة” وصولًا إلى “الشرق الأوسط”، حيث لمع اسمه بشكل لافت.
تنوّعت موضوعاته بين التحليل السياسي والشؤون الفكرية، وتركّزت بشكل خاص على الملفات الخليجية والعربية، مقدمًا نفسه كصوت مستقل وجريء، كثيرًا ما يتجاوز الخطوط المألوفة.
تجربة المنفى في بريطانيا.. من الصحافة إلى الحقوق
عام 1995، اختار عبدالعزيز الخميس أن يغادر السعودية ويستقر في بريطانيا، لم تكن تلك السنوات مجرد إقامة عادية، بل تحولت إلى مرحلة غنية بالنشاط الفكري والحقوقي، أسس هناك “المركز السعودي لدراسات حقوق الإنسان”، واهتم برصد الانتهاكات الحقوقية في الخليج.
كما تولّى إدارة وتحرير منصات إعلامية مثل “مجلة المراقب العربي” وجريدة “العرب” التي تصدر من لندن، في هذه المرحلة، بدا أكثر تحررًا في آرائه، وأكثر حدة في نقده للواقع العربي، متبنّيًا خطابًا يُوصف بالليبرالي المتصالح مع الغرب.

العودة إلى السعودية
في يوليو 2014، وبعد نحو عقدين من الغربة، عاد الخميس إلى السعودية، وبدأ في التفاعل من جديد مع الإعلام المحلي.
قدّم برامج سياسية على قنوات مثل روتانا خليجية وسكاي نيوز عربية، واستمر في الكتابة والتحليل، كما شارك في مؤتمرات ومنتديات إعلامية داخل وخارج المملكة، وارتبط اسمه بعدد من المراكز البحثية والفكرية.
موقفه من التطبيع
من بين أكثر المواقف التي جعلت عبدالعزيز الخميس في مرمى النقد والاهتمام، دعمه العلني للتطبيع مع إسرائيل، وهو موقف أثار استغرابًا في بدايته لكنه أصبح أحد محاور رؤيته السياسية التي يدافع عنها علنًا.
يرى الخميس أن العلاقات الخليجية الإسرائيلية يمكن أن تُبنى على المصالح لا على الشعارات، مؤكدًا أن المنطقة بحاجة إلى إعادة تعريف لمصالحها وأعدائها.
كلمة عبدالعزيز الخميس في الكنيست
في 9 يوليو 2025، دخل الخميس التاريخ من باب غير مألوف حين ظهر داخل قاعة الكنيست الإسرائيلي وألقى كلمة دعا فيها إلى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، معتبرًا أن “السلام” يجب أن يكون خيارًا استراتيجيًا لا شعاريًا.
وصف خطابه بأنه يمثل تحولًا نحو الواقعية السياسية، لكنه قوبل بموجة عارمة من الانتقادات، خصوصًا من المثقفين والناشطين داخل السعودية وخارجها، الذين رأوا في خطوته “استفزازًا للثوابت الوطنية”، بينما دافع البعض عن تحركه بوصفه يتماشى مع تغيرات المشهد الإقليمي.
نشاطه الحالي
الخميس لا يزال حاضرًا على منصات التواصل، خاصة “إكس”، حيث يواصل بث آرائه السياسية وتحليلاته المثيرة، جامعًا بين حضور إعلامي صريح ونشاط سياسي غير تقليدي.
وعلى الرغم من الجدل الدائم حول مواقفه، فإن حضوره لا يمكن إنكاره، سواء اتفقت معه أو خالفته.
طالع أيضاً: هل أرسلت الإمارات مساعدات طبية إلى إسرائيل؟ حقيقة الفيديو المتداول
ظهرت المقالة عبدالعزيز الخميس ويكيبيديا | من هو صاحب دعوة التطبيع من الكنيست؟ أولاً على أحداث العرب.