يُعد عمر رحمون من أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في المشهد السوري خلال سنوات الحرب، نظرًا للتحوّلات السياسية المتناقضة التي خاضها منذ اندلاع الثورة السورية وحتى تحوله إلى أحد الوجوه المرتبطة بتسويات النظام.
عمر رحمون ويكيبيديا
ينحدر عمر رحمون من بلدة حلفايا في ريف حماة، وتخرّج في كلية الشريعة الإسلامية وحصل على درجة الماجستير.
مع بدايات الحراك الشعبي عام 2011، انخرط في الثورة السورية وشارك في المظاهرات والخطب التي هاجمت النظام السوري.
كما عمل لفترة قصيرة مراسلًا لقناة “العربية” من مدينة حماة عام 2012، ما عزز صورته كأحد الأصوات المعارضة.
النشاط المسلح والسياسي
بعد انخراطه في العمل الثوري، أسس مع أسرته ما عُرف باسم “حركة أحرار الصوفية الإسلامية”.
وفي عام 2015، ظهر باسم مستعار هو “طارق أبو زيد” متحدثًا رسميًا باسم “جيش الثوار” التابع لقوات سوريا الديمقراطية، وهو ما اعتُبر لاحقًا محطة مفصلية في مساره.
التحوّل إلى معسكر النظام
في نهاية عام 2016، برز اسم رحمون بقوة عندما شارك كممثل عن النظام السوري في مفاوضات تسليم مدينة حلب.
وقد لعب دورًا مباشرًا في توقيع اتفاق التسوية الذي أنهى الوجود العسكري لفصائل المعارضة داخل المدينة، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من حضوره إلى جانب النظام بدلًا من معارضته.
الاتهامات والجدل المستمر
تعددت الاتهامات الموجهة لعمر رحمون، إذ وصفه معارضون بأنه “منتحل صفة معارض” بسبب تنقله بين مواقع مختلفة، من الثورة إلى الفصائل، ثم إلى النظام.
هذا التقلب جعله شخصية مشبوهة لدى فصائل المعارضة والنشطاء الذين اعتبروا تحركاته مدفوعة بالمصلحة الشخصية لا بالمبادئ.
كما ارتبط اسمه بتسريبات وأخبار عن قيامه بنشر معلومات مضللة عبر منصات التواصل الاجتماعي، تهدف إلى إثارة الانقسام الطائفي وزعزعة الاستقرار في بعض المناطق.
شخصية متناقضة
يختصر مسار عمر رحمون صورة شخصية سياسية متناقضة، بدأت معارضًا للنظام السوري، ثم انتقلت إلى العمل ضمن فصيل مسلح، قبل أن تنتهي به إلى واجهة التسويات إلى جانب النظام.
وبين هذه المحطات، ظل اسمه حاضرًا كرمز للجدل حول التحولات والانشقاقات داخل المشهد السوري.
ظهرت المقالة عمر رحمون ويكيبيديا | من هو السياسي السوري؟ أولاً على أحداث العرب.
