تسريب صور فضيحة زينب جواد المحامية العراقية، التي أعتلى أسمها قوائم البحث خلال الـ 24 ساعة الماضية، بعد التسريبات التي قيل أنها من هاتفها الخاص!
تسريب صور فضيحة زينب جواد المحامية العراقية
في أواخر يونيو 2025، تفجرت في العراق واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل، بطلتها المحامية والناشطة الحقوقية زينب جواد، التي تحوّلت بين ليلة وضحاها من اسم معروف في الأوساط القانونية والحقوقية إلى عنوان فضيحة شغلت الرأي العام، بعدما سُرّبت تسجيلات صوتية وصور نسبت إليها، تلاها اعتقال مفاجئ من قبل قوة تابعة لأمن الحشد الشعبي.
من هي زينب جواد؟
محامية عراقية معروفة بمواقفها المعارضة، اشتهرت بنشاطها الحاد على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما عبر منصة “إكس”، حيث كانت توجّه سهام النقد للسلطات الأمنية، وتحديداً فصائل الحشد الشعبي، إضافة إلى كتاباتها المثيرة التي تناولت المرجعية الدينية في النجف والنفوذ الإيراني في البلاد.
حتى نهاية 2024، كانت عضواً في نقابة المحامين العراقيين، قبل أن تُشطَب عضويتها عقب تسريب تسجيل صوتي وصفته النقابة بأنه “خادش للحياء”، ما عُدّ خرقاً لقواعد السلوك المهني.
ورغم عدم تأكيد صحة هذه التسجيلات من جهات مستقلة، إلا أن القرار النقابي أشعل موجة من الجدل بين من اعتبر الإجراء صوناً للهيبة القانونية، ومن رآه استهدافاً سياسياً بلبوس أخلاقي.
تسريبات مثيرة واتهامات بالتشهير
بداية القضية تعود إلى أواخر عام 2024، حين انتشرت تسجيلات صوتية زُعم أنها تعود لجواد، تتضمن ألفاظاً خارجة. وسرعان ما تطورت الفضيحة في يونيو 2025، مع تسريب صور قيل إنها تخصها، تم تداولها بشكل واسع عبر المنصات الاجتماعية، في مشهد وصفه البعض بأنه حملة منظمة للتشهير وتصفية الحسابات السياسية.
وما زاد من الغموض، هو أن هذه التسريبات جاءت في أعقاب نشرها لمنشورات لاذعة عبر “إكس”، سخرت فيها من شخصيات دينية بارزة، وتضمنت انتقادات حادة للمذهب الشيعي، بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة.
اعتقالها من قبل أمن الحشد الشعبي
في 28 يونيو، أكدت مصادر متقاطعة أن زينب جواد تم توقيفها على حاجز أمني أثناء عودتها من إقليم كردستان باتجاه بغداد، بواسطة قوة تابعة لأمن الحشد الشعبي، الجناح الاستخباراتي المرتبط بفصائل نافذة مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق.
الاعتقال، الذي تم دون إذن قضائي معلن، أعاد إلى الأذهان الاتهامات القديمة الموجهة إلى الحشد، حول تجاوز القانون والتورط في ممارسات قمعية بحق معارضين وناشطين.
ورغم الغموض الذي أحاط بالعملية، فقد ذكرت تقارير أن اعتقالها كان بتوجيه من اللواء حسين فالح اللامي الشهير بـ”أبو زينب”، مدير أمن الحشد وأحد الشخصيات المثيرة للجدل، والمصنفة أميركياً ضمن قائمة منتهكي حقوق الإنسان في العراق.
وعقب اعتقالها، انقطع التواصل معها تماماً لأكثر من 24 ساعة، ما أثار استنفاراً في الأوساط الحقوقية العراقية والدولية، ودفع منظمات مثل “المرصد العراقي لحقوق الإنسان” إلى المطالبة بالكشف عن مصيرها فوراً.
الإفراج الغامض: لا توضيحات رسمية
في 29 يونيو، وبعد يوم واحد من توقيفها، أُعلن عن إطلاق سراح زينب جواد دون تقديم أي تفسير رسمي من الجهات المعنية، لا بشأن الاعتقال ولا بشأن ظروف الإفراج.
هذا الصمت الرسمي اعتبره مراقبون محاولة لاحتواء تداعيات القضية إعلامياً، خاصة مع تصاعد موجة التعاطف معها على وسائل التواصل، وتحوّلها إلى رمز لمعارضة الهيمنة الأمنية لفصائل الحشد الشعبي.
هل يقف الحشد خلف التسريبات؟
الربط بين التسريبات والاعتقال قاد كثيرين إلى اتهام مباشر لفصائل الحشد، خصوصاً أن الحادثتين جاءتا متتاليتين، واستهدفتا شخصية معروفة بانتقاداتها للحشد والنفوذ الإيراني.
بعض الناشطين ألمحوا إلى أن التسريبات كانت تمهيداً لتشويه السمعة تمهيداً للاعتقال، أو حتى بمثابة “عقوبة ناعمة” لردع الأصوات الناقدة، وهو ما يتقاطع مع شهادات سابقة لناشطين قالوا إنهم تعرضوا لضغوط وتهديدات مشابهة.
من جهة أخرى، حاولت مصادر قريبة من الحشد الدفاع عن سلوكيات مديرية الأمن، زاعمة أن “أبو زينب اللامي” أصبح شماعة لتصفية الحسابات داخل المؤسسة الأمنية العراقية، وأن الاعتقال كان مدفوعاً بمنشورات طائفية، لا بانتقادات سياسية أو شخصية.
نهاية مفتوحة… لكن رسائلها واضحة
ورغم انتهاء فصل الاعتقال السريع، إلا أن قضية زينب جواد ما تزال مفتوحة سياسياً وأخلاقياً، ليس فقط بسبب طبيعة التسريبات، بل لما تكشفه من هشاشة الوضع القانوني وغياب المحاسبة في العراق، حيث ما زالت الأجهزة الأمنية تمتلك صلاحيات تتجاوز القانون وتوظفها لتصفية الخصوم.
ويبدو أن ما جرى مع المحامية المثيرة للجدل لم يكن سوى إحدى حلقات الصراع العلني والمستتر بين القوى التقليدية والناشطين الجدد، ممن لا تزال أصواتهم تُصادر تحت ذرائع “الحياء” تارة، و”الطائفية” تارة أخرى.
ظهرت المقالة فضيحة زينب جواد.. تسريب صور المحامية زينب جواد تشعل التواصل في العراق أولاً على أحداث العرب.