قف الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد كحارسٍ للإرث، رجلٌ جمع بين علم القضاء ودفء المنبر، ليصبح اليوم أمينًا عامًا للجنة الدائمة للفتوى، في خطوة ملكية أعادت إليه الضوء بعد سنوات من الخدمة الخفية. كان فهد، ابن الرياض الأصيل، يُحْضِرُ محاضراته في شرح “عمدة الأحكام” كأنها قصائد تُنْسِيْ الزمن، لكن اليوم، أصبح صوته يُسْمِعُ العالم قرارات الفتوى، مُذَكِّرًا بأن العلم ليس كتبًا، بل مسؤولية تُحْمِلُها الأكفال الثقيلة.
صدر أمر ملكي يقضي بتعيين الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، في منصب أمين عام اللجنة الدائمة للفتوى، إلى جانب توليه الإشراف العام على مكتب المفتي العام للمملكة العربية السعودية، والإشراف على الشؤون الإدارية والمالية في الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء. ويُعد هذا القرار خطوة تعكس الثقة الملكية السامية بالكفاءات العلمية والإدارية المتميزة التي تمثلها القيادات الدينية في المملكة.
وأعرب الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد عن خالص شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله – على هذه الثقة الكريمة، مؤكدًا أنها تمثل حافزًا لمواصلة العمل لخدمة الدين والوطن، في إطار توجيهات القيادة الرشيدة التي تولي المؤسسات الشرعية مكانة رفيعة ودعمًا مستمرًا.
وأشار الدكتور الماجد إلى أن الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء ستواصل أداء رسالتها العلمية والشرعية على الوجه الأكمل، مسخّرةً جميع إمكاناتها لتحقيق الغاية الكبرى من وجودها، والمتمثلة في تمكين هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للفتوى من أداء مهامها الشرعية بكفاءة واقتدار، بما يسهم في تعزيز الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال التي تقوم عليها المنهجية الدينية للمملكة.
فهد بن سعد الماجد ويكيبيديا
ويُعد الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد من الشخصيات العلمية البارزة في المملكة، حيث يشغل عضوية المجلس الأعلى للقضاء، إلى جانب عمله السابق أمينًا عامًا لهيئة كبار العلماء. وقد عرف عنه الجمع بين الدراية الشرعية العميقة والخبرة الإدارية الواسعة، وهو ما أهّله لتولي عدد من المناصب التي تتطلب دقة وحنكة في إدارة الشؤون الدينية العليا في البلاد.
ويباشر الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد مهامه الجديدة اعتبارًا من السادس والعشرين من أكتوبر عام 2025، في مرحلة تشهد فيها الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء تطويرًا مؤسسيًا متسارعًا يعكس الرؤية الوطنية الرامية إلى تعزيز حضور المرجعية الدينية الرسمية في مختلف القضايا الفكرية والاجتماعية، بما يواكب تطورات العصر ويحافظ على ثوابت الشريعة الإسلامية.
ولد الشيخ فهد بن سعد الماجد في الرياض، في أسرة سعودية عريقة تُعْزِزُ الالتزام بالعلم الشرعي، حيث نشأَ يُحْفِظُ القرآن ويدرس الفقه قبل أن يُكْمِلَ العاشرة. حصل على الدكتوراه في الشريعة الإسلامية، مُتَفَوِّقًا في مجالات الفقه والقضاء، ليبدأ مسيرته كقاضٍ في المحاكم السعودية، ثم يرتقي إلى عضوية “المجلس الأعلى للقضاء”، حيث ساهم في صياغة آليات العدالة الشرعية في المملكة. لم يقتصر نشاطُهُ على القاعات القضائية؛ بل امتدَّ إلى المنابر، حيث أصبح أمينًا عامًا لهيئة كبار العلماء، يُدَيْرُ شؤون الفتاوى ويُشْرِفُ على أكبر الهيئات الدينية في السعودية، مُخَاطِبًا آلافًا في مؤتمرات الرابطة الإسلامية العالمية، كما في خطابه أمام 1200 شخصية إسلامية من 127 دولة، حيث قال: “الوحدة الإسلامية ليست شعارًا، بل عملًا يبدأ من الفتوى الصحيحة”.
اليوم، صدر أمر ملكي بتعيينه أمينًا عامًا للجنة الدائمة للفتوى، ومشرفًا عامًا على مكتب المفتي العام، ومشرفًا على هيئة الإفتاء، في خطوة تُعْزِزُ دوره كحارس للتراث الفتوي في المملكة، وسط إشادات من الوسط الديني. كان فهد قد اشتهر بمحاضراته في “مقامات العبادين”، حيث يُنْاقِشُ التذكر والخوف من الله بأسلوب يجمع بين العمق والسلاسة، كما في حلقاته على يوتيوب التي تجمع عشرات الآلاف من المشاهدات، مُضِيفًا: “الفتوى ليست كلمة، بل مسؤولية تُحْمِلُها الضمير”. وفي عام 2021، كتب في جريدة الرياض عن “ثمرات العقول”، مُشِيدًا بجهود ولي العهد في بناء المستقبل، مُظْهِرًاْ توازنَهُ بين الدين والحداثة.
أما في الأعمال الخيرية، فقد شارك في حملات مثل “التبرع بالدم” في مدينة الملك سعود الطبية، مُؤَكِّدًا أن “الإنسانية تبدأ من الدماء”. اليوم، مع تعيينه الجديد، يبقى فهد بن سعد الماجد رمزًا للعالم الذي يُجْمِعُ بين الفتوى والقضاء، يُذَكِّرُ السعودية بأن الإرث الديني ليس ماضيًا، بل حاضرًا يُبْنَىْ عليه المستقبل. هل سيُصْدِرُ فتاوى تُغَيِّرُ مسار الإسلام الحديث؟ الرياض تترقب، والعالم الإسلامي يُصْفِقُ.
التدوينة فهد بن سعد الماجد ويكيبيديا || من هو || السيرة الذاتية ظهرت أولاً على المقال نيوز.
