في عالم تتصدر فيه أسماء مثل فيتامين C وD عناوين التغذية، يقف فيتامين K في الظل رغم دوره الحيوي في الحفاظ على الصحة العامة. إنه البطل الصامت الذي لا يلفت الأنظار، لكنه ضروري لسلامة القلب، وقوة العظام، وعملية تخثر الدم.
دور أساسي في الجسم.. لكنه مُهمل
بحسب تقرير نشره موقع “توداي” التابع لشبكة NBC الأميركية، فإن فيتامين K لا يحظى بالاهتمام الذي يستحقه، رغم توافره بكثرة في الخضراوات الورقية وغيرها من الأطعمة. وتوضح أخصائية التغذية ناتالي ريزو أن هذا الفيتامين “يلعب دورًا مهمًا في التمثيل الغذائي للعظام والحفاظ على كتلتها”، مضيفةً أن النساء بعد انقطاع الطمث، اللواتي يواجهن خطر ترقق العظام، يجب أن يولين اهتمامًا خاصًا لهذا العنصر.
وتتابع ريزو: “صحيح أن الكالسيوم وفيتامين D يحظيان بالضوء الأكبر، لكن فيتامين K هو الحلقة المكملة لصحة العظام، كما يساهم في إنتاج الطاقة عبر مركب ATP الذي يمد الخلايا والعضلات بالحيوية اللازمة”.
القلب أيضًا مستفيد.. وتكلس الشرايين تحت المجهر
ولم تقتصر الفوائد على العظام. فقد وصف باحثون في إحدى الدراسات فيتامين K بأنه “العنصر المهمل في صحة القلب والأوعية الدموية”، إذ يُعتقد أن له دورًا في الوقاية من تكلس الشرايين التاجية، وهي الحالة التي تُسبب تصلبًا وضيقًا في الشرايين، ما يزيد من خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وتوضح كايلا شيا، العالمة في مركز جين ماير لأبحاث الشيخوخة، أن فيتامين K يُفعل بروتينات مسؤولة عن منع التكلس في الجسم، ما يربطه مباشرة بصحة القلب.
هل تحصل على كفايتك من فيتامين K؟
توصي الإرشادات الغذائية اليومية بالحصول على 120 ميكروغرامًا من فيتامين K للرجال و90 ميكروغرامًا للنساء. لكن الدراسات تشير إلى أن ثلث البالغين فقط يحققون هذا الهدف من خلال نظامهم الغذائي.
ومن أبرز أعراض نقصه: ظهور كدمات، ونزيف مطول، وصعوبة في التئام الجروح، مما يُعد مؤشرًا على ضعف في تخثر الدم. كما تُحذر ريزو المرضى الذين يتناولون أدوية مميعة للدم من تعديل نظامهم الغذائي دون استشارة طبية، إذ يمكن لفيتامين K أن يتفاعل مع تلك الأدوية.
9 أطعمة غنية بفيتامين K.. ليست كلها خضراء!
فيما يلي قائمة بالأطعمة التي توفر كميات وفيرة من فيتامين K، وفقًا لخبراء التغذية:
- البقدونس
- الكوب الواحد: 984 ميكروغرامًا
- ملعقة طازجة: 62 ميكروغرامًا
ليس مجرد زينة للطبق، بل نجم غذائي غني بالفيتامينات A وC وK، وقد ارتبط أيضًا بصحة الدماغ والوقاية من بعض أنواع السرطان.
- الكرنب الأخضر (Collard Greens)
- الكوب النيء: 157 ميكروغرامًا
مضاد أكسدة غني بالكالسيوم، ومثالي للأنظمة منخفضة الكربوهيدرات مثل الكيتو.
- الكوب النيء: 157 ميكروغرامًا
- براعم بروكسل
- الكوب النيء: 156 ميكروغرامًا
تحتوي على “السلفورافان”، وهو مركب مضاد للالتهابات قد يقي من أمراض مزمنة.
- الكوب النيء: 156 ميكروغرامًا
- السبانخ
- الكوب النيء: 145 ميكروغرامًا
تُعد خيارًا ممتازًا لصحة القلب والدماغ، وتساعد على إبطاء التدهور المعرفي.
- الكوب النيء: 145 ميكروغرامًا
- أوراق اللفت
- الكوب النيء: 138 ميكروغرامًا
غنية بفيتامينات A وC وحمض الفوليك، وتُستخدم كثيرًا في وصفات الطعام الصحي.
- الكوب النيء: 138 ميكروغرامًا
- البروكلي
- الكوب النيء: 92 ميكروغرامًا
يحتوي على الغلوكوسينولات، التي قد تساعد في الوقاية من السرطان وتقوية المناعة.
- الكوب النيء: 92 ميكروغرامًا
- الكالي (Kale)
- الكوب النيء: 81 ميكروغرامًا
غني بالبيتا كاروتين ومضادات الأكسدة التي تُعزز صحة العين والبشرة.
- الكوب النيء: 81 ميكروغرامًا
- الخس
- الروماني: 48 ميكروغرامًا للكوب
- الأخضر: 45 ميكروغرامًا للكوب
الخس الداكن أكثر فائدة غذائية من خس “الجبل الجليدي”، ويوفر عناصر كالكالسيوم والمغنيسيوم.
- الملفوف
- الكوب النيء: 53 ميكروغرامًا
سواءً كان أخضر أو بنفسجي، يُعد غنيًا بالألياف ومضادات الأكسدة، ويُدرج ضمن الخضراوات الصليبية المفيدة.
- الكوب النيء: 53 ميكروغرامًا
علاوة على ذلك، ففيتامين K ليس مجرد تفصيلة غذائية ثانوية، بل عنصر أساسي لصحة الجسم لا يُستهان به. تجاهله قد يكون مكلفًا، لكن إدراجه ضمن النظام الغذائي بسيط بقدر حفنة من البقدونس أو طبق من السبانخ. تذكّر: ليس كل ما يلمع في عالم التغذية يُرى… أحيانًا، الصحة تكمن في الظلال الخضراء.
ظهرت المقالة فيتامين K.. البطل المجهول لصحة العظام والقلب أولاً على أحداث العرب.