في مشهد يعكس القهر والانتهاك المتواصل لكرامة الإنسان، اهتزت قرية كرتو في ريف طرطوس بخبر وفاة الشاب احمد زهير خضور، التاجر العائد من الغربة، بعد تعرضه لتعذيب مفضٍ إلى الموت على أحد الحواجز الأمنية التابعة لما يُعرف بـ”الأمن العام”.
ماذا حدث مع احمد زهير خضور؟
أحمد، الذي عاد من العراق إلى سوريا آملاً ببداية جديدة في وطن اعتقد أنه تعافى من جراحه، كان مصيره مأساويًا على يد عناصر الأمن الذين أوقفوه تعسفيًا على حاجز قريته، ولم تمضِ ساعات حتى فارق الحياة بسبب ضربة بكعب البندقية على صدره، وتحديدًا قرب القلب.
الوفاة تحت التعذيب… وتقرير طبي يكشف السبب
بحسب تقرير الطب الشرعي، فإن الوفاة ناتجة عن نزيف داخلي حاد في الجهة القلبية، ما يشير إلى تعرضه لضرب مباشر وقاسٍ، أدى إلى توقف قلبه، وسط صدمة شعبية من الطريقة الوحشية التي انتهت بها حياة شاب لم يحمل سلاحًا، بل عاد إلى بلاده تاجرًا، طامحًا بسلام واستقرار.

رفض “العواء” فكان الثمن حياته
روايات متطابقة أكدت أن أحمد رفض “العواء” أو الهتاف الإجباري الذي تفرضه بعض الحواجز على المارة، وهو ما أدى إلى اعتدائهم عليه بالضرب المبرّح حتى الموت، ليدفع ثمن رفضه للذل بـ”كعب البندقية” على صدره، كما وصفت بعض المنصات المحلية.
السلطات ترفض تسليم الجثمان
المأساة لم تنتهِ عند القتل، إذ أفادت مصادر محلية أن السلطات رفضت تسليم جثمان أحمد لعائلته، خشية توثيق آثار التعذيب الواضحة، وقررت دفنه قسرًا في بلدة الصفصافة – سهل عكار، عوضًا عن بلده الأصلي كرتو، في خطوة أثارت سخطًا وغضبًا شعبيًا واسعًا.
العائلة بدورها ناشدت الرأي العام والجهات الحقوقية، مطالبةً بحقها المشروع في دفن ابنها في مسقط رأسه، مؤكدة أن أحمد لم يرتكب جرمًا سوى أنه قال لا، ورفض أن “يعوي” كما يريدون.

شقيقه لا يزال في المعتقل
وفي تطور مقلق، لا يزال شقيق أحمد خضور معتقلاً حتى الآن لدى الجهة نفسها، في ظل غياب تام لأي معلومات حول مصيره أو وضعه الصحي.
في السياق الأوسع
تتزامن هذه الحادثة المروّعة مع تصاعد التقارير عن مجازر وحالات إبادة على أسس طائفية في مناطق متفرقة من سوريا، خاصة في السويداء والساحل السوري، ما يثير تساؤلات حول مدى اتساع رقعة العنف والتجاوزات، في ظل غياب المساءلة والعدالة.
أحمد زهير خضور لم يمت فقط نتيجة الضرب، بل نتيجة نظام قمعي يرى في الكرامة تمردًا، وفي الصمت جريمة، وفي العودة للوطن خطرًا على “الأمن”.
ظهرت المقالة قصة الشاب احمد زهير خضور كاملة أولاً على أحداث العرب.