يُعد مسلسل “امرأة” من أبرز الأعمال الدرامية التركية التي حققت صدى واسعاً في العالم العربي بعد دبلجته وعرضه على عدد من القنوات، وقد أعيد تقديمه باللهجة التونسية بعنوان “للّات النساء”. العمل الأصلي من إنتاج تركي خالص أبدعه مارف جيرجين وناديم جوش، وامتد لثلاثة مواسم تجاوزت حلقاته التسعين في النسخة العربية. وفي عام 2025 خرجت النسخة العربية تحت اسم “سلمى” لتُعرض حصرياً عبر منصة شاهد، مقدمةً معالجة محلية لقصة إنسانية اجتماعية تمزج بين الفقد والأمل، وبين الحب والخيانة.
تدور أحداث المسلسل حول هزار، وهي أم شابة فقدت زوجها في حادث غامض على متن عبارة، لتجد نفسها مجبرة على مواجهة الحياة وحيدة مع طفليها ميسان وفاروق. ورغم قسوة الظروف وضيق الحال، كانت تحاول أن تبث الأمل في روحيهما، وتحوّل الغياب إلى ذكرى حاضرة عبر حديثها الدائم مع صورة زوجها الراحل فهد، الذي كان يمثل لها السند والعزاء. المفاجآت تبدأ بعودة والدتها خديجة بعد غياب دام عقدين كاملين، غير أن محاولات إعادة الوصل بين الأم وابنتها تصطدم بغيرة أختها غير الشقيقة شيرين، التي تعاني اضطرابات نفسية وتضع العراقيل أمام أي تقارب. ويظهر أنور زوج خديجة كداعم مخلص لهزار، إلى جانب صديقتها أريج وعدد من الجيران الذين يتحولون مع الوقت إلى شبكة أمان في حياتها.
لكن المأساة تزداد حين تكتشف هزار إصابتها بمرض خطير هو فقر الدم اللاتنسجي، الذي يستلزم عملية زرع نخاع عظمي. في البداية حاولت إخفاء الأمر لعدم قدرتها على تحمل التكاليف، لكن سرعان ما انكشفت الحقيقة، وتبين أن شيرين هي الأنسب للتبرع بنخاعها، مما أضاف توتراً جديداً في علاقتها بأختها. وفي خضم هذا الصراع الصحي والعائلي، يظهر عارف، الشاب الذي يحمل لها مشاعر صادقة، محاولاً أن يكون عوناً لها في مواجهة محنتها.
التحول الأكبر في القصة يكمن في عودة الزوج المفقود فهد، الذي لم يمت كما اعتقد الجميع، بل عاد باسم جديد هو شمس كاراهان بعد أن أوهمه والد زوجته الثانية نرمين بأن عائلته السابقة قضت في الحادث. أقام فهد حياة جديدة مع نرمين وأنجب منها توأماً، لكن عودته كشفت الكذبة الكبيرة التي بنيت عليها سنوات من الغياب، لتشتعل المواجهات بينه وبين هزار التي لم تنسه يوماً، وليجد نفسه ممزقاً بين ماضيه وحاضره، بين زوجته الأولى وأطفاله القدامى وزوجته الجديدة وأطفاله الجدد. ومع تصاعد الأحداث، يُكشف أن شيرين هي السبب الحقيقي وراء حادث العبارة الذي غيّر مصائر الجميع، لتزداد القصة دراماتيكية وعمقاً.
المسلسل بنسخته العربية “سلمى” لم يكن مجرد حكاية عن فقدان رجل وعودة غامضة، بل كان لوحة درامية تعكس صراع الإنسان مع القدر، وكيف يمكن للحب والأمومة أن يمنحا القوة لمواجهة أقسى الظروف. جمع العمل بين التراجيديا الإنسانية والدراما الاجتماعية، فمزج بين الألم والأمل، وبين الخيانة والإصرار على الحياة، مقدماً قصة مشوقة مليئة بالمفاجآت والتحولات التي شدّت الجمهور حتى الحلقة الأخيرة.
ظهرت المقالة قصة مسلسل امرأة التركي ويكيبيديا | موعد النهاية وعدد الحلقات وكل شيء عنه أولاً على أحداث العرب.
