من هي كارمن لبس زوجة زياد الرحباني – ويكيبيديا: برز اسم الممثلة اللبنانية كارمن لبّس كواحدة من أبرز وجوه الفن العربي منذ سبعينيات القرن الماضي، لكنّ الضوء الذي أضاء على مسيرتها لم يكن مقتصرًا على التمثيل وحده، بل امتد ليشمل علاقة استثنائية جمعتها بالموسيقي والمسرحي الكبير زياد الرحباني، علاقة ظلّت محاطة بالغموض لسنوات قبل أن تكشف كارمن في محطات مختلفة تفاصيلها، وخصوصًا بعد وفاة زياد.
كارمن لبس ويكيبيديا
ولدت كارمن إلياس لبّس في 22 فبراير 1963 في منطقة الشياح شرق بيروت، في كنف عائلة مسيحية مؤلفة من ثلاث بنات. كانت الأصغر بينهن. نشأت في بيئة محافظة وتعلمت في مدارس الراهبات، وبدأت مشوارها الفني مبكرًا في سن الخامسة عشرة.
علاقة كارمن وزياد الرحباني
ومنذ بداياتها، وقعت في دائرة تأثير زياد الرحباني، الذي تعلّمت على يديه التمثيل والمسرح، قبل أن يتطور التعاون الفني بينهما إلى شراكة عاطفية استمرت خمسة عشر عامًا.
زواج كارمن لبس وزياد الرحباني
رغم طول مدّة علاقتهما، لم يسجّل زياد وكارمن زواجهما رسميًا أو مدنيًا. بل كتبا بينهما تعهّدًا، وقالت كارمن عن ذلك: “تزوجنا أمام الله، ولم نُسجّل الزواج على ورقة”، مشيرة إلى أنّ علاقتهما لم تكن خاضعة للأطر التقليدية، بل كانت حالة وجدانية وفنية استثنائية.
شاركت كارمن في معظم أعمال زياد المسرحية خلال تلك المرحلة، منها “نزل السرور” و*”بخصوص الكرامة والشعب العنيد”، و”فيلم أميركي طويل”* الذي شهد انطلاقة تعاونهما الأول. ولعلّ هذه المرحلة كانت الأخصب فنيًا في حياتها، لكنها لم تكن خالية من التحديات.
خفايا الانفصال
في لقاء تلفزيوني عبر قناة “المشهد”، فتحت كارمن لبّس قلبها وكشفت عن الأسباب التي أدّت إلى نهاية علاقتها مع زياد، مشيرة إلى ضغوط مادية ومعنوية. أوضحت أنّ الجانب المالي لعب دورًا مؤثرًا، إذ توقّعا أن تُدرّ المسرحيات أرباحًا لكنها كانت تخسر، ما ألقى بظلاله على العلاقة.
أما على الصعيد الشخصي، فلفتت إلى غياب الدعم من المحيطين، وتزايد التدخلات التي أفسدت العلاقة، إضافة إلى ما وصفته بـ”غياب النضج الكافي” في التعبير عن الاحتياجات والمشاعر. وقالت إنها كانت تعتقد أن زياد “ذكي بما يكفي ليفهم دون أن تقول”، لكنها أدركت لاحقًا أن الصمت لا يكفي لتجاوز الأزمات.
ووصفت نهاية العلاقة بأنها كانت مؤلمة جدًا، ليس فقط بسبب قرار الانفصال، بل لأنّها شعرت بأنها لم تعد قادرة على الاستمرار، وهو ما دفعها لاتخاذ القرار الحاسم.
خيانة الأصدقاء… ما بعد الفراق
تطرّقت كارمن أيضًا إلى الجانب القاسي لما بعد الانفصال، حيث تحدّثت عن “خيانة الأصدقاء المشتركين” الذين انقطعوا عنها تمامًا، رغم أنها كانت تحتضنهم في بيتها وتعدّهم جزءًا من حياتها. قالت بأسى: “لم يتصل أحد، ولا سألوا إذا كنت بخير”.
“عندي ثقة فيك”… حين كتب زياد لها الحبّ
لم تكن العلاقة بين زياد وكارمن مجرد شراكة فنية أو عاطفية، بل ترك زياد بصمته في حياتها بأغنية شهيرة كتبها خصيصًا لها هي “عندي ثقة فيك”. وخلال مقابلة مع ديما صادق على قناة LBC، تحدّثت كارمن عن معنى الأغنية بالنسبة لها، قائلة إنها جاءت في أول سنتين من الحب، وكانت بمثابة إعلان رمزي عن عمق مشاعرهما.
كما تطرّقت إلى طبيعة “المركز” الذي جمعهما، وهو مكان سكن ومكتب في آن، كان أقرب إلى غرفة نوم تحوي بيانو وخزائن ملفات، وصفته بقولها: “ما كان بيت حقيقي… نصّه مكتب”. ورغم ضيق المساحة وضغط العيش في هذه الظروف، أكّدت أن الوضع الاقتصادي لم يكن هو السبب الحقيقي في الانفصال.
الوداع الأخير: “رح إبقى اشتقلك عطول”
بعد وفاة زياد الرحباني، نشرت كارمن كلمات مؤثرة عبر حسابها على منصة “إكس”، نعت فيها الرجل الذي شكل جزءًا كبيرًا من حياتها. كتبت:
“فكرت بكل شي إلا إنو الناس يعزّوني فيك… الوجع بقلبي أكبر من إني اقدر أوصفه، أنا مش شاطرة بالتعبير، انت أشطر مني بكتير تعبّر عني…”
وأضافت في منشور ثانٍ: “صعبة كتير زياد ما تكون موجود، رح إبقى اشتقلك عطول لو إنت مش هون.. وحبك، بلا ولا شي.”
حضور متواصل في المشهد الفني
رغم صدمة الفقد والانفصال، بقيت كارمن لبّس حاضرة بقوة على الساحة الفنية. شاركت في أعمال درامية مثل “ابنة المعلم” و*”عشرين عشرين”*، كما كانت عضوًا في لجنة تحكيم برنامج “عرب كاستينغ” عام 2015، وظهرت في برنامج “رقص النجوم” في نسخته اللبنانية.
كما درست التمثيل في معهد الفنون الجميلة، والسينما في أوكسفورد وباريس، وهي الآن عضو في مجلس نقابة الممثلين اللبنانيين، وتواصل عملها الفني باحتراف رغم تقلبات الحياة.
كارمن سيدة من زمن نادر
لا تختصر سيرة كارمن لبّس في كونها ممثلة، بل هي امرأة عايشت الفن والحب والخسارة في آن. علاقاتها لم تكن عادية، ولا قراراتها، ولم تحترف الصخب رغم قدرتها عليه، فاختارت البوح في الوقت المناسب، والسكوت حين كان الكلام موجعًا.
ظهرت المقالة كارمن لبس زوجة زياد الرحباني – ويكيبيديا أولاً على أحداث العرب.