شهدت مؤشرات البورصة المصرية تراجعًا ملحوظًا خلال جلسة نهاية الأسبوع، بالتزامن مع الضربة العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع داخل الأراضي الإيرانية، وهو ما تسبب في موجة من القلق في الأسواق المالية بالمنطقة، وترك انعكاسات واضحة على أداء أسواق المال، وفي مقدمتها السوق المصرية.
تراجع محدود في المؤشرات الرئيسية
تأثر المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية EGX30 خلال جلسة الخميس الماضي، مسجلاً تراجعًا بنحو 1.3%، في ظل قلق المستثمرين من تداعيات التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، والذي أعاد إلى الأذهان مخاوف اتساع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، ما يزيد من درجة المخاطر السياسية في نظر المستثمرين.
وتباين أداء باقي المؤشرات، حيث تراجعت مؤشرات الشركات الصغيرة والمتوسطة بنسب أقل، مع تسجيل تذبذب في أحجام التداول نتيجة ترقب المستثمرين لتطورات المشهد الجيوسياسي.
بورصات الخليج تتأثر بشكل أكبر
مقارنة ببورصات المنطقة، سجلت أسواق الخليج خسائر أعمق، إذ هبط مؤشر سوق دبي بنسبة تجاوزت 5.1%، فيما تراجع مؤشر أبوظبي بنحو 3.5%، في حين تأثرت أسواق مثل الكويت وقطر بنسب متقاربة، نتيجة قربها من مسرح الأحداث وسرعة تفاعلها مع التحولات الجيوسياسية.
عوامل محلية تقلل من حدة الهبوط
على الرغم من التأثير المباشر للأزمة الإقليمية، فإن محللين أكدوا أن البورصة المصرية كانت أقل تأثرًا نسبيًا بسبب تركيز المستثمرين المحليين، وغياب ارتباط وثيق بين الشركات المدرجة والسوق الإيرانية أو الإسرائيلية. كما أن استمرار وجود مشتريات مؤسسية داخلية ساهم في تقليص الخسائر.
ارتفاع أسعار النفط يضغط على الاقتصاد
أدت الأنباء عن الضربة العسكرية إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار النفط العالمية، حيث تجاوز خام برنت حاجز 90 دولارًا للبرميل، ما يثير مخاوف من تأثيرات محتملة على فاتورة الواردات المصرية، وزيادة الضغوط التضخمية، خاصة مع استيراد مصر جانبًا كبيرًا من احتياجاتها من الوقود.
ومن المتوقع أن تؤثر هذه المستجدات على أداء بعض القطاعات، مثل الصناعة والنقل والطاقة، بسبب الزيادة المحتملة في تكاليف التشغيل.
توقعات وتحليلات: الأسواق قد تسترد عافيتها تدريجيًا
وفقًا لتقارير عالمية، فإن الأسواق الناشئة عادةً ما تتعرض لهزات مؤقتة عند اندلاع أزمات جيوسياسية كبرى، لكنها تستعيد توازنها خلال أسابيع إذا لم تتطور الأزمة إلى مواجهة شاملة.
وفي هذا السياق، أشار تقرير لموقع MarketWatch إلى أن المستثمرين قد يعاودون الشراء تدريجيًا إذا ظلت التداعيات محدودة.
أوصى محللون ماليون بتوخي الحذر خلال هذه الفترة، والابتعاد عن القرارات العشوائية، مع التركيز على الشركات ذات الأداء المالي القوي، والقطاعات الأقل تأثرًا بالتقلبات السياسية، مثل الاتصالات والأدوية والخدمات الأساسية.
اقرأ أيضاً: الذهب يواصل الارتفاع مدعومًا بتصاعد التوترات في الشرق الأوسط
ظهرت المقالة كيف ستتأثر البورصة المصرية بعد الضربة الإسرائيلية على ايران؟ أولاً على أحداث العرب.