في مشهد صادم ومؤلم، تصدّرت المؤثرة التركية نيهال تشاندان، منصات التواصل الاجتماعي بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة عن عمرٍ لم يتجاوز الثلاثين، إثر معاناة مأساوية مع اضطراب فقدان الشهية العصبي، انتهت بانهيار جسدها وهبوط وزنها إلى 23 كيلوغرامًا فقط.
“فقدنا نيهال”.. لحظة الوداع الموجعة
الموت المفاجئ للمؤثرة التي عرفت بإطلالاتها الجريئة وشخصيتها الجدلية، أثار عاصفة من التعاطف والحزن بين متابعيها في تركيا وخارجها. فقد تداول الآلاف مقطعًا مصورًا يظهر شقيقتها وهي تصرخ في لحظة انكسار بعد تلقيها خبر الوفاة، فيما أكدت صديقتها المقربة سيلا دوغو الخبر بكلمات مقتضبة لكنها موجعة: “فقدنا نيهال”.
من الشهرة إلى السجن.. بداية السقوط
نيهال – واسمها الحقيقي غُلنهال – كانت قد بدأت رحلتها في عالم الشهرة عبر برنامج تلفزيون الواقع الشهير “Bu Tarz Benim” (هذا أسلوبي)، لتصبح لاحقًا واحدة من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل على السوشيال ميديا. لكن كل شيء بدأ في الانهيار عام 2023، عندما تورطت في فضيحة احتيال وغسيل أموال أدت إلى اعتقالها وشقيقتها ضمن شبكة متهمة بجمع أكثر من 10 ملايين ليرة تركية عبر خدعة مزادات سيارات وهمية.
المرض الذي قضم الجسد بصمت
لم يكن السجن مجرد تقييد للحرية، بل بداية لمعاناة صحية مدمرة. أثناء فترة احتجازها، أصيبت نيهال باضطراب فقدان الشهية العصبي، الذي بدأ تدريجيًا يُنهك جسدها ويُحاصرها من الداخل. ومع هبوط وزنها إلى 37 كغم، قررت المحكمة الإفراج عنها لأسباب صحية، لكن الضرر كان قد بلغ حدًا خطيرًا.
ورغم محاولاتها الحثيثة لاستعادة حياتها والاحتفال بعيد ميلادها الثلاثين، فإن جسدها لم يصمد. فقد تعرضت لأزمتين قلبيتين متتاليتين، لتُنقل بعدها إلى العناية المركزة، وتخضع للعلاج تحت أجهزة الإنعاش، قبل أن يُعلن عن وفاتها صباح الأحد.
العائلة تنهار.. وصدمة الوالد
مصائب نيهال لم تتوقف عند حدود المرض والفضيحة. فمع اشتداد حالتها الصحية، أُصيب والدها، البروفيسور هاكان تشاندان، بأزمة قلبية حادة نتيجة الضغط النفسي الهائل، ما زاد من محنة العائلة المفجوعة بابنتها.
من هي نيهال تشاندان؟
ولدت نيهال في يونيو 1995، ودرست القانون في جامعة بيكنت بإسطنبول، لكنها انحرفت عن مسار المهنة القانونية لتلتحق بركب النجومية والإعلانات و”اللايف ستايل”. واستطاعت خلال سنوات قليلة أن تبني قاعدة جماهيرية كبيرة على مواقع التواصل، خصوصًا عبر محتوى الأزياء والموضة.
غير أن شهرتها تراجعت بشكل حاد بعد دخولها السجن عام 2023، حيث وُجهت إليها تهم تتعلق بـ”الاحتيال المنظم”، ليتحول مسار حياتها بالكامل من عروض الأزياء إلى ساحات المحاكم، ومن الشاشات إلى العناية المركزة.
أصوات تدق ناقوس الخطر
وفاة نيهال تشاندان تفتح الباب مجددًا للحديث عن اضطرابات الأكل، والصحة النفسية، وضغوط الحياة الرقمية، وسط دعوات من المختصين لإعادة النظر في أسلوب تعاطي المشاهير مع صورة الجسد، وتأثير ذلك على جمهورهم، وخاصة من المراهقين والشباب.
ظهرت المقالة مأساة تركية تهز مواقع التواصل.. وفاة مؤثرة شهيرة بعد معركة مريرة مع فقدان الشهية أولاً على أحداث العرب.