منذ بداياته في الملاعب الأوروبية، ظل النجم الفرنسي تييري هنري محطَّ اهتمام الجماهير والصحافة، ليس فقط بفضل مهاراته الفنية وأهدافه الحاسمة، بل أيضًا بسبب ما أُثير حوله من تساؤلات عن حياته الخاصة، ولا سيّما ما يتصل بمعتقده الديني.
ورغم أن هنري لم يُدلِ يومًا بتصريح رسمي حول ديانته، فإن وسائل الإعلام الفرنسية والدولية تناولت —في فترات متفرقة— أنباءً تشير إلى احتمال اعتناقه الإسلام، مستندةً إلى مواقف وصور التُقطت له وهو يسجد عقب تسجيله الأهداف، كما حدث في مباراته الشهيرة أمام ويغان في الدوري الإنجليزي.
لكن، حتى اليوم، لم يصدر أي تأكيد رسمي أو تصريح مباشر من اللاعب نفسه بشأن هذا الموضوع.
التقارير التي راجت حينها ذكرت أن هنري، صاحب الأصول السنغالية، شوهد أكثر من مرة في المسجد الإسلامي في لندن، يؤدّي صلاة الجمعة، وأنه كان من المعارضين لقرار فرنسا منع الحجاب، ما جعل البعض يربط بين مواقفه الاجتماعية وانتماء روحي محتمل إلى الإسلام.
وزاد من وهج تلك الأنباء شهادة المهاجم الفرنسي نيكولا أنيلكا —الذي أعلن إسلامه واتخذ اسم “بلال”— حين تحدث عن وجود عدد من اللاعبين المسلمين في المنتخب الفرنسي، من بينهم زين الدين زيدان وباتريك فييرا، وذكر أن هنري رافقه في رحلة عمرة إلى مكة المكرمة.
إلا أن هذه الشهادات ظلت في إطار الحديث غير الموثق، ولم تتبنَّها أي جهة رسمية أو تصريح من اللاعب ذاته.
تييري هنري، المعروف بانضباطه وسلوكه الهادئ، صرّح في أكثر من مناسبة بأنه لم يشرب الخمر مطلقًا في حياته، وهو ما اعتبره البعض مؤشرًا على تدين شخصي، فيما رآه آخرون مجرّد خيار أخلاقي ورياضي اتخذه نجم عالمي يحافظ على لياقته وصورته العامة.
وبين ما يروى وما يُنكر، يبقى هنري نموذجًا للاعب الذي يترك أسئلته مفتوحة، فلا يؤكد ولا ينفي، وكأنّه يفضّل أن يُعرَف بأهدافه في الملاعب أكثر من آرائه خارجها.
هكذا ظلّ “الملك” الفرنسي —كما يلقبه عشاقه— عنوانًا للتألق والصمت في آنٍ واحد؛ نجمًا لا يحتاج إلى إعلان معتقده كي يترك أثره في قلوب الملايين.
التدوينة ما هي ديانة اللاعب تيري هنري ظهرت أولاً على المقال نيوز.
