وُلد بنيامين نتنياهو في 21 أكتوبر 1949 بمدينة تل أبيب، لعائلة يهودية ذات توجه أكاديمي وثقافي، والده المؤرخ بن صهيون نتنياهو كان شخصية بارزة في الأوساط الفكرية الإسرائيلية، وهو ما جعل بيئة نشأة نتنياهو أقرب إلى الإطار القومي والثقافي لليهودية، أكثر من كونها بيئة متدينة ملتزمة بالشعائر.
لم ينشأ نتنياهو في أجواء الحريديم أو التيارات اليهودية المتشددة، بل في بيت علماني يركز على التعليم والانفتاح، مع الحفاظ على الهوية اليهودية كإرث قومي.
ما هي ديانة بنيامين نتنياهو؟
ديانة نتنياهو هي اليهودية، لكنه يُصنف كـ يهودي علماني، أي أنه لا يلتزم بممارسة الطقوس الدينية اليومية، ولا يتبع الشريعة اليهودية “الهلاخا” في حياته الشخصية.
تشير تقارير إلى أنه لم يؤدِّ طقس “بار ميتسفا” التقليدي عند بلوغه، وهو أمر نادر بين اليهود، مما يعكس طبيعته البعيدة عن الممارسات الدينية الصارمة.
ورغم ذلك، يعبر أحيانًا عن إيمانه بوجود الله ويؤكد على خصوصية الهوية اليهودية، لكن من منظور قومي وسياسي أكثر من كونه دينيًا صرفًا.
نتنياهو والدولة اليهودية
على الرغم من علمانيته، لعب نتنياهو دورًا محوريًا في تعزيز فكرة إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي.
ففي عام 2018، تم إقرار قانون “القومية” الذي يؤكد أن إسرائيل هي “الوطن القومي للشعب اليهودي” وأن اللغة العبرية هي اللغة الرسمية الوحيدة للدولة، مع تهميش وضع اللغة العربية.
هذا القانون يعكس رؤية نتنياهو القائمة على ربط الهوية القومية بالدين اليهودي، لكن دون السعي لتحويل الدولة إلى نظام ديني بالكامل.
العلاقة مع الأحزاب الدينية
سياسيًا، أظهر نتنياهو براعة في بناء تحالفات مع الأحزاب الدينية، وخاصة أحزاب الحريديم، لضمان بقائه في الحكم وتأمين أغلبية في الكنيست.
هذه التحالفات أتاحت له تمرير سياسات تخدم مصالحه ومصالح حلفائه، لكنها في الوقت نفسه لم تُغير طبيعته الشخصية كزعيم علماني.
فهو يوظف البعد الديني كأداة سياسية لتعزيز القومية اليهودية، لا كمنهج حياة ديني صارم.
بين العلمانية والتقاليد
نتنياهو يمثل نموذجًا للسياسي الإسرائيلي الذي يجمع بين الانتماء الديني بالهوية، والانتماء العلماني في الممارسة.
فبالنسبة له، الدين عنصر أساسي في صياغة هوية الدولة ومكانتها الدولية، لكنه ليس بالضرورة مرجعًا شخصيًا في حياته اليومية.
هذه الثنائية تعكس جزءًا من الانقسام الداخلي في المجتمع الإسرائيلي بين التيارات العلمانية والمتدينة، وتظهر كيف يمكن للزعيم السياسي أن يتنقل بين الجانبين لخدمة أهدافه الاستراتيجية.
ظهرت المقالة ما هي ديانة بنيامين نتنياهو؟ ما لا تعرفه عن رئيس وزراء اسرائيل أولاً على أحداث العرب.
