في مشهد أثار الجدل أكثر مما جمع حوله التعاطف، انطلقت في التاسع من يونيو 2025 من تونس قافلة أُطلق عليها اسم “قافلة الصمود”، بمشاركة مئات النشطاء القادمين من عدة دول مغاربية، في محاولة غير مسبوقة للوصول إلى قطاع غزة عبر الأراضي الليبية ومنها إلى مصر، بدعوى كسر الحصار المفروض على القطاع.
ورغم النوايا التي يزعم منظمو القافلة أنها إنسانية، فإن الواقع كشف عن ثغرات تنظيمية وقانونية كثيرة، جعلت هذه الرحلة أقرب إلى الاستعراض الشعبي منها إلى التحرك المدروس.
قصة قافلة الصمود المتجهة إلى غزة
القافلة، التي ضمّت ما بين 1000 إلى 1500 مشارك من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، انطلقت بشعارات قوية وصور دعائية رُوّجت على منصات التواصل الاجتماعي، حملت عناوين “كسر الحصار”، و”دعم غزة”، و”قوافل الأحرار”، لكن خلف هذه الشعارات العاطفية، لم تكن هناك خطط واضحة أو ترتيبات مسبقة مع الدول التي كانت القافلة تنوي عبورها.

التحرك بدأ من تونس مرورًا بليبيا، في طريق محفوف بالصعوبات السياسية والأمنية، لا سيما أن شرق ليبيا يخضع لسلطة حكومة مختلفة عن غربها، ومع ذلك، لم تراعِ القافلة هذه التعقيدات، متجاهلة تمامًا أهمية التنسيق مع الجهات السيادية في الدولة الليبية، التي أوقفتها لاحقًا على مشارف مدينة سرت.
قافلة الصمود اين وصلت الآن؟
في السادس عشر من يونيو، وبعد أيام من التخييم في سرت، أعلن منظمو قافلة الصمود رسميًا عن إنهاء المبادرة وإلغاء فكرة الوصول إلى غزة، بعد ما وصفوه بـ”تعقيدات ميدانية”.
وبينما حاولت البيانات الصادرة عنهم تحميل المسؤولية للسلطات الليبية والمصرية، فإن المتابعين رأوا أن فشل القافلة كان نتيجة طبيعية لتحرك غير منظم، لا يراعي القوانين ولا الترتيبات الرسمية.

ماذا حدث للقافلة في ليبيا؟
عند وصول القافلة إلى سرت، اعترضتها قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، ورفضت السماح لها بالمرور باتجاه الحدود المصرية، السبب كان واضحًا: لا توجد أي تصاريح رسمية لعبور هذا العدد الكبير من الأفراد والسيارات، ولا حتى تحديد طبيعة الحمولة أو أسماء المشاركين.
السلطات الليبية الشرقية أكدت أنها لم تُخطَر بمرور القافلة، وهو ما اعتُبر إخلالًا بمبدأ احترام السيادة الوطنية، وفي الوقت الذي حاول فيه البعض تصوير الأمر على أنه “منع للتضامن مع غزة”، فإن الواقع يؤكد أن عبور أي قافلة بهذا الحجم يتطلب تنسيقًا دقيقًا وتفويضًا رسميًا، خاصة في منطقة تخضع لحالة أمنية غير مستقرة.
اقرأ أيضاً: والد ياسمين صبري يهاجم الفنانة هند صبري بسبب دعمها لقافلة غزة.. والخارجية المصرية توضّح الضوابط
ظهرت المقالة مباشر.. قافلة الصمود اين وصلت الآن؟ لحظة بلحظة أولاً على أحداث العرب.