ظهر مدين علي عبدالله صالح، نجل الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، في مقابلة حصرية مع قناة “العربية”، ليكشف لأول مرة تفاصيل مثيرة عن اللحظات الأخيرة في حياة والده، والوقائع التي أحاطت بعملية اغتياله، وذلك ضمن وثائقي يُعرض للمرة الأولى عبر القناة.
مدين علي عبدالله صالح
تطرق مدين خلال المقابلة إلى جوانب شخصية وإنسانية وسياسية من حياة والده، مشيرًا إلى أن الرئيس السابق كان يتعرض لضغوط هائلة قبيل مقتله، وأنه حاول حتى اللحظة الأخيرة تجنيب البلاد الانزلاق إلى فوضى شاملة.
لحظة المواجهة
روى مدين أن عملية اغتيال والده جرت في وقت بالغ التعقيد، بعد أيام من تصعيد حاد مع ميليشيات الحوثي التي كانت تراقب تحركات الرئيس السابق عن كثب. وبحسب روايته، فإن اللحظة الحاسمة جاءت في صباح يوم الرابع من ديسمبر 2017، حين تحركت قوة تابعة للحوثيين وداهمت المنزل الذي كان يتواجد فيه علي عبدالله صالح، وكان مدين حينها برفقة والده.
أكد مدين أن الرئيس السابق لم يكن مسلحًا بشكل كافٍ، ولم يكن مستعدًا للمواجهة المفتوحة، بل كان يراهن على دعم شعبي أو قبلي يمنع تطور الأمور إلى الصدام. لكن “الخيانة” كما وصفها، كانت أسرع وأقسى من كل الحسابات.
كيف قُتل الرئيس؟
قال مدين إن والده قُتل برصاصة مباشرة في الرأس بعد القبض عليه، نافياً الرواية التي أشيعت في حينها بأنه قُتل خلال تبادل إطلاق نار. وأضاف أن الحوثيين تعاملوا مع الجثمان بوحشية، في مشهد هدف إلى “كسر هيبة الدولة وإهانة رمزية الجمهورية”.
وأشار إلى أن التسجيل الذي بثه الحوثيون لجثة الرئيس الراحل تم تصويره بشكل متعمد في مكان معين، وتم التلاعب بتفاصيله لتقديم رواية مغايرة للواقع.
العلاقات مع الحوثيين قبل الانفجار
تحدث مدين عن العلاقة المعقدة التي جمعت بين حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يقوده والده، وبين جماعة الحوثي، موضحًا أن الشراكة بين الطرفين كانت قائمة على مصالح مؤقتة سرعان ما انهارت مع اتساع نفوذ الجماعة وتغولها في مؤسسات الدولة.
وأوضح أن والده كان يدرك مبكرًا أن الحوثيين يسيرون نحو حكم شمولي لا يعترف بالدولة ولا بالمواطنة، لكن محاولات الإصلاح من الداخل فشلت، ومعارضته للحوثيين قوبلت بتهديدات متواصلة.
تفاصيل الاعتقال والمعاملة
أكد مدين علي عبدالله صالح أنه تم اعتقاله بعد مقتل والده مباشرة، وتعرض خلال فترة احتجازه لمعاملة قاسية، لكنه أشار إلى أن معنوياته ظلت مرتفعة رغم الظروف. ولم يكشف مدين عن تفاصيل تتعلق بكيفية الإفراج عنه أو مكان اعتقاله بدقة، لكنه ألمح إلى وساطات إقليمية لعبت دورًا في إطلاق سراحه لاحقًا.
عن الأسرة والغياب الطويل
وعند سؤاله عن بقية أفراد العائلة، أكد أن الجميع تضرر من المأساة، مشيرًا إلى أن البعض يعيش في المنفى، بينما لا يزال آخرون يواجهون خطر الاستهداف من قبل الجماعة. كما عبر عن ألمه لفقدان والده بهذه الطريقة، مؤكدًا أن “دمه لن يضيع سدى”، وأنه لا بد من استعادة الدولة ومؤسساتها التي تمزقت بفعل الصراع.
الرسالة الأخيرة
في ختام حديثه، شدد مدين على أن والده لم يكن يسعى للعودة إلى السلطة، بل كان يعمل من أجل وقف تمدد الفوضى وإعادة بناء الدولة اليمنية، معبرًا عن أمله بأن يسود صوت العقل والوفاق الوطني من جديد، وأن لا يُكرر التاريخ نفسه في اليمن.
ويُعد هذا الظهور الإعلامي الأول من نوعه لمدين علي عبدالله صالح، منذ الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة صنعاء في نهاية عام 2017، ما يضفي على تصريحاته طابعًا خاصًا في توقيت يشهد فيه اليمن تصعيدًا سياسيًا وإنسانيًا جديدًا.
ظهرت المقالة مدين علي عبدالله صالح يكشف كواليس مقتل والده في ظهور إعلامي نادر أولاً على أحداث العرب.
